السيدة خديجة رضي الله عنها تعتبر السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها المرأة الأعظم في التاريخ الإسلاميّ؛ لما لها من فضلٍ كبيرٍ على الدعوة الإسلاميّة، وعلى المسلمين إلى أن تقوم الساعة، ولما كان لهذه الشخصية من صفاتٍ عظيمةٍ سامية، لم تتحصَّل عليها أيّ امرأة أخرى.
السيدة خديجة بنت خويلد، هي زوجة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الأولى، حيث تزوجها قبل بعثته الشريفة، وتوفيت قبل الهجرة إلى المدينة، وهي أمّ أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم جميعهم، عدا ابنه إبراهيم، وهي سيدة نساء العالمين، والتي بقي الرسول صلى الله عليه وسلم يذكرها بعد وفاتها، ويودُّ صديقاتها، وكلّ من تربطه علاقة بها؛ لما كان يكنّ لها من حبٍّ شديد، فقد كانت أحبّ نسائه إليه، وفيما يلي سنذكر بعض أبرز صفات هذه المرأة العظيمة، التي أهّلتها لترك أعظم بصمةٍ تركتها امرأةٌ على امتداد التاريخ الإسلاميّ.
صفات السيدة خديجة رضي الله عنها - العقل الراجح: منح الله تعالى السيدة خديجة رضي الله عنها عقلاً راجحاً، وقدراتٍ إداريةً هائلةً، استطاعت توظيفها قبل الإسلام في أعمالها الخاصّة، فقد كانت السيدة خديجة تاجرةً ذات سمعةٍ عطرةٍ، وكانت أيضاً ذات مال، حيث كانت رضي الله عنها توظِّف العديد من الرجال لينجزوا لها أعمالها، فترسلهم في تجارتها، وأعمالها إلى بلاد الشام، ومن هنا تعرّفت على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي وجدت فيه الأخلاق العالية الرفيعة، والبراعة في التجارة، فأتمنته على أعمالها، وتزوجته فيما بعد.
- صفاء السريرة والنفس السامية: لقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها إنسانةً كاملةً، فإلى جانب عقلها الراجح، فقد كانت لها سريرةٌ نقيةٌ صافيةٌ، توَّاقةٌ إلى معرفة الحقّ، والحقيقة، وهذا ما جعلها تُقبِل على الدخول في دين الله تعالى بمجرَّد أن نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليهوسلم ، وهذا ما جعلها أيضاً تُسخِّر حياتها كلّها لنصرة دين الله تعالى، والرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم.
- الطهارة: عُرفت السيدة خديجة في مجتمعها بالطاهرة؛ لشدّة عفتها، وطهارتها، ولهذا، فقد كانت هذه السيدة الشريفة هي اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتكون رفيقة دربه، وشريكة حياته، فشرَّفها الله تعالى بأن تكون أماً للمؤمنين، وسيدة نساء العالمين.
- الزوجة الصالحة: لم يعرف التاريخ الإسلاميّ زوجةً أخلصت في رعاية بيتها، ودعم زوجها، وتمكينه، وتأييده، ونصرته، ونصرة فكرته كالسيدة خديجة رضي الله عنها، فبعد أن آمنت أمُّنا خديجة بالله تعالى، وبدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، استحالت حياتها إلى جهادٍ، ودعوةٍ مستمرَّين، فقد أخلصت للفكرة التي آمنت بها، واستطاعت بعد وفاتها أن تترك الأنموذج الأفضل لكلّ نساء المسلمين، بل لكلّ نساء العالمين.