السيدة خديجة رضي الله عنها السيدة خديجة هي من أشرف نساء مكة، فهي بنت خويلد بن عبد العزى بن قصي، وتلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلّم بالقرابة عند الجد الرابع، وقد كانت أرملةً ذات مالٍ وفير وكان الرجال يتمنونها زوجةً إلّا أنها كانت تأبى، ولكن عندما شاهدت النبي صلى الله عليه وسلّم ومدى صدقه وأمانه وأخلاقه هي طلبته للزواج من خلال صديقةٍ لها، وقد تزوجها صلى الله عليه وسلّم وكانت أحب زوجاته إلى قلبه حتى بعد وفاتها، فكان دائم الذِّكر لها والاستغفار لها وإكرام صديقاتها فعندما يذبح ذبيحةً يُرسِل إليهن.
صفات السيدة خديجة بنت خويلد
- العفة والطهارة: لقد لقبت السيدة خديجة رضي الله عنها بالطاهرة في زمن الجاهلية، ويدل هذا على عفتها وطهارتها، ففي ذلك الزمان كان الفساد والبغي منشراً بشكلٍ كبيرٍ، ولولا أن كانت عفة السيدة خديجة وطهارتها فوق الوصف لما تم إطلاق هذا اللقب عليها، وهذا تدبيرٌ رباني لكي يصطفيها لتكون زوجة النبي صلى الله عليه وسلّم خاتم الأنبياء والمرسلين.
- الفطنة والذكاء والحكمة ومعرفة علوم الأديان السابق؛ فقد ظهرت حكمتها عندما خففت عن النبي صلى الله عليه يوم نزول الوحي عليه في غار حراء، وكان هو خائفاً مما يحدث له، فقالت له:" كَلَّا أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ "، ثم انطلقت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل الذي كان عالماً بما حصل مع موسى.
كما أنَّ ذكاءها وفطنتها ظهرت عندما طلبت من النبي أن يخبرها عندما يرى جبريل، فعندما جاء جبريل إلى النبي قال لها بأنه يراه، فطلبت منه أن يجلس على رجلها اليسرى وسألته هل بأنه ما زال يراه فأجاب صلى الله عليه وسلّم بنعم، ثم طلبت منه أن يجلس على رجلها اليسرى وسألته فكان ما زال يراه، ثم طلبت منه أن يجلس في حجرها وكان صلى الله عليه وسلم ما زال يراه، ثم خلعت حجابها وسألته فقال لها النبي بأنه لم يعد يراه، فقد علمت هي بذكائها أنَّ الملائكة تستحي بينما الشياطين لا تستحي، وعندما رفعت خمارها خرج جبريل حياءً منها، وبذلك ثبّتت النبي على الرسالة السماوية التي نزلت عليه.
- الصبر وتحمل الصعاب: لقد تحمّلت السيدة خديجة مع النبي صلى الله عليه وسلّم المصاعب المختلفة في سبيل تبليغ الرسالة السماوية، فعانت مما عاناه الرسول والصحابة في حصار قريش، وتحمّلت عندما تطلقت بناتها من أزواجهن الكفار ليضغطوا بذلك على النبي بالعودة عن الدعوة، بل دعت الله أن يبدلهن أزواجاً خيراً منهم ولم تحاول لوم النبي على رسالته. ولكنها توفيت رضي الله عنها قبل أن تنال من نعيم الدولة الإسلامية وتشاهد قوتها وظهورها.