أبو بكر الصديق تولّى الخلافة بعد وفاة النّبي عليه الصّلاة والسلام رجلٌ من كبار الصّحابة وأحد المبشّرين بالجنّة وهو أبو بكر الصّديق رضي الله عنه، فقد اتّفق المسلمون على مبايعته بالخلافة لمّا وجدوا فيه صفات التّقوى والعدالة التي تميّز بها عن الكثيرين، فما هي أبرز صفات هذا الخليفة الرّاشد؟
صفات أبو بكر الصّديق رضي الله عنه - قوّة الإيمان: فقد كان أبو بكر رضي الله عنه أوّل من أسلم من الرّجال، كما كان من الذّين انبروا للدّفاع عن الدّعوة الإسلاميّة بكلّ قوّةٍ حتّى إنّه جهر بالدّعوة ووقف خطيبًا في النّاس يدعو إلى الإيمان والتّوحيد، وقد تعرّض في سبيل ذلك إلى الأذى والبطش من قبل قريش فصبر على ذلك بقوّة إيمانه وبصيرته.
- الورع والخشية من الله تعالى، فقد كان الصّديق أبو بكر رضي الله عنه شديد الورع، وقد روي عنه في ذلك قصصًا، ففي أحد الأيّام دخل عمر بن الخطّاب رضي الله عنه عليه وهو يشدّ لسانه فاستعلم عن سبب ذلك، فقال الصّديق، هذا الذي أوردني الموارد، كما كان رضي الله عنه حريصًا على كسب المال الطّيب فحدث أن كان له غلام يؤاكله، فأحضر الغلام يومًا طعامًا شكّ الصّديق في مصدره فتقيّأ لإخراج هذا الطّعام قائلًا، إنّ كلّ لحمٍ نبت من سحت فالنّار أولى به .
- الشّجاعة والبطولة، فقد كان الصّديق رضي الله عنه مثالًا في الشّجاعة والإقدام، ففي غزوة أحد وحينما خشي المسلمون على النّبي عليه الصّلاة والسّلام بنوا له عريشًا وانتدبوا أحد المسلمين للوقوف عنده، فكان الصدّيق رضي الله عنه أوّل من ندب نفسه للذّود عن رسول الله عليه الصّلاة والسّلام فكان يتّقي بنفسه عنه الأذى ورمي السّهام وضرب الأسنة والرّماح في بطولةٍ نادرة وشجاعةٍ قلّ نظيرها .
- الحكمة ورباطة الجأش، فبعد أن وصل إلى مسامع المسلمين خبر وفاة النبّي عليه الصّلاة والسّلام، لم يصدّق كثيرٌ منهم الخبر وكذّبه، لكنّ الصّديق رضي الله عنه وبعد بلوغه خبر وفاة النّبي دخل عليه وقبّله ثمّ خرج إلى النّاس ليقف فيهم خطيبًا يذكّرهم بأنّه من كان يعبد النّبي فإنّ النّبي قد مات، ومن كان يعبد الله، فإنّ الله حي لا يموت، وتلا عليهم الآيات الكريمة التي تؤكّد على أنّ النّبي بشرٌ يكتب عليه الموت كما يكتب على غيره .
- البذل والعطاء، فقد رضي الله عنه مثالًا في البذل والعطاء حيث كان لا يسبقه أحدٌ من الصّحابة في ذلك، فقد أتى يومًا بكلّ ماله في سبيل الله مستودعًا الله ورسوله أهله وعياله .