تعدّ الصّداقة من أسمى، وأنبل العلاقات، وأرقاها، خصوصاً إذا كانت مبنيّةً على أساسٍ من المحبّة، والمودّة، والإخلاص، والتّفاني، وإيثار كلّ صديقٍ لصديقه على نفسه؛ فالصّداقة هي أجمل ما يميّز العلاقات الإنسانية بين البشر، وأجمل الصّداقات هي تلك التي تبقى عالقةً مدى العمر، ومهما طالت السّنين، فمثلاً علاقة الطلّاب على مقاعد الدّراسة تبقى عالقةً في القلب، والعقل، وكلّ جوارح الإنسان؛ لأنّها دائماً تشعل الحنين في قلوب الأصدقاء لماضٍ ذهب بعيداً، وأخذ معه أحلى الذّكريات العذبة التي كانت أيّام الطّفولة البريئة، وفترة الشّباب الحالمة المليئة بالمرح والضّحك. وتُتوّج هذه الصّداقة بأن يجد الصّديق صديقَه في مواقف الضّيق؛ ليكون سنداً له في أيّام الشدّة، وهذا هو المعنى الحقيقيّ للصّداقة.
محتوياتلعيون من يسوى جميع الخلايق
اللي معاهدني على الزّين والشّين
واللي بشوفه يصبح الفكر رايق
الصّاحب اللي منزله داخل العين
هو الخوي وقت السّعة والضّوايق.
صوتك عزيز، وغصب عنّا نلبّيك
مثلك من الأجواد لا شكّ نغليه
ونفتح لك أبواب الخفوق ونحييك
وأشري رضى من يشتريني، وأرضيه
وأقول له بالرّوح والعين نشريك.
في إلّي جزيل المدح يستاهلونه
ناس مزايين، والرّجا فيهم ما خاب
الرّوح والقلب فدى لهم لو يطلبونه
واكتب لهم شيك محبّة مفتوح الحساب
يسحبون من رصيد الغلا، وأبد ما ينقصونه.
بالحروف اللي حلاها من حلاك
كلّ حرف ما بلغ وصفك حسود
لعنبو قاف عجز يلحق مداك.
فيك المشاعر كيف بس اختصرها
قدرك كبير، ويعجز الشّعر يوفيه
كلّ القصايد فيك ينضب بحرها
أرفع يدّيني واسأل الله وأرجيه
ينجيك من شرّ الحياة وكدرها.
لو عاشرك كل الدّهر ما يملك
أنا أشهد إنّي حرت، مدري وش أسمّيك
كلّ الخصال النّادرة ينتمن لك
الطّيب كنّه شابك إيديه في إيديك
إن كان له صاحب فهو صاحب لك.
خاصةً لا جيت أمدح في زحول الرّجال
المشكلة مدحهم حمل لا شلته ثقيل
من ثقلها ما يقدر عليها كبار الجمال
حتّى لو تحاملت على حملها لا بدّ يميل
مال الجمل حيله على حمل الأثقال
أجل وش حيلة قلم بالقصايد يخيل
في معانيها صدق من مزون الخيال
قصيدة ما هي غزل فالطرف الكحيل
ولا هي عتاب وشكوة حال دون حال
قصيدة مدح في ذاك الشهم الأصيل.
من ملكها أشهد أنّه ملك
تعرف أوصافك من أوصاف الخليل
والصديق أحيان أقرب من هلك
من كلام المصطفى سقنا الدّليل
الجليس اثنين واحدهم هلِك
حامل المسك طبّن للعليل
صاحب ٍ للخير بدروبه سلك
لو تحسّ بضيق للضيقة يزيل
لو تغيب شوي عن الحال سألك
والجليس السّوء النّذل الرّذيل
نافخ الكير من الكير شعلك
ما يعين بخير خيره مستحيل
ما وراه إحسان يجهل بجهلك
لو تمر بسوء دوّر لك بديل
خاين ما شال هم ٍ لزعلك
الفضل لله والشكر الجزيل
يافؤادي خير من المولى شملك
البداية عين وآخرها سبيل
والوسط إبرة، وفكّر بمهلك.
شعر عن الصّداقةخلّاً وفيّاً والجوانح شاكره
والـوم أشعر فى قرارة خاطري
أنّ الذي قد كان أصبح نادره
لا تحسبوا أنّ الصداقة لقْيـَــة
بـين الأحـبّة أو ولائم عامره
إنَّ الصداقة أن تكون من الهوى
كالقلب للرّئتين ينبض هادره
استلهـم الإيمـان من عتباتها
ويظلّني كرم الإله ونائـره
يا أيّها الخــلّ الوفيُّ تلطفـاً
قد كانت الألفاظ عنك لقاصره
وكبا جواد الشّعر يخذل همّتــي
ولربّما خـذل الجوادُ مناصِـرَهْ.
تمادى منك إعراضٌ وثيق
ومن عجب الزّمان إذا اعتبرنا
خليل ما يجي منه صديق.
ولم يكُ عمّا رابني بمفيقِ
صبرتُ على أشياءَ منهُ تريبني
مخافةَ أن أبقى بغيرِ صديقِ
كم صديقٍ عرْفتُهُ بصديقٍ
صارَ أحظى من الصّديقِ العتيقِ
ورفيقٍ رافقتُهُ في طريقٍ
صارَ بعد الطّريقِ خيرَ رفيق
فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنّب
لا خيرَ في امرئٍ متملّقٍ
حلوِ اللسانِ وقلبهُ يَتَلهَّبُ
يلقاكَ يحلفُ أنه بكَ واثقٌ
وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ
يعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً
ويروغُ منك كما يروغُ الثعلبُ
واخترْ قرينَكَ واْطفيه تفاخراً
إِنّ القرينَ إِلى المقارنِ يُنْسَبُ.
إِنّ الهجاءَ لمبوءٌ بتشبيبِ
والكفُّ تُقطعُ إِن خِيفَ الهلاكُ بها
على الذّراعِ بتقديرٍ وتسبيبِ.
قتباً يَعَضُّ بغاربٍ مِلْحاحا
فالرفقُ يمنٌ والآناةُ سعادةٌ
فتأنَّ في رِفْقٍ تنالُ نجاحا
واليأسُ ممّا فاتَ يعقبُ راحةً
ولربّ مطعمةٍ تعودُ ذُباحا.
لديه بما يأتي من القبحِ جاهلُ
وما بي جهلٌ غير أنّ خليقتي
تطيقُ احتمالَ الكرهِ فيما أحاولُ.
فلا تنسَ المودةَ في الرَّخاءِ
ومن يُعْدِمْ أخوه على غناهُ
فما أدَّى الحقيقة في الإِخاءِ
ومن جعلَ السّخاءَ لأقربيهِ
فليس بعارفٍ طرقَ السّخاءِ
كلمات عن الصّديقبكلّ ما عطاه ربّي من أحاسيس يحتويك
روحه، حياته، حتّى جروحه
تفتديك
لا تظنّ أنّه في يوم يقدر
ينسيك
يبيك تذكره لا صارت الليالي
تجتفيك
وتدعيله:
" عسى الله له يخلّيك "
واحدن يضحك معي واضحك معه
واحدن لا صار وسط القلب ضيق
بالسّوالف والمزايح وسعه
وإن حكى بأسلوبه العذب الرّقيق
يسرق من الجوف قلبن يسمعه.
ولأنّي من اللي وقت المصالح يجونك
أعزك يا صاحبي بكلّ ما فيك
ومن كثر ما أعزّك صرت أعزّ اللي يعزّونك
أفتخر لاقالوا إنّي مخاويك
يا منبع الطّيب قلبك والصّفا في عيونك.
والصّاحب الغالي تشيله عيوني
أشتاق له، وأشفق لصوته وطرياه
وأقول هو دنياي، وشموع كوني
رفيق دربي ما تناسيت ذكراه
لو العرب في رفقته يعذلوني.
وعندي مفاهيم الصّداقة عظيمة
وأدري الصّديق بكلّ الأحوال ساحب
واحذر صديق السّوء حكمة قديمة
أحبّ راعي الطّيب، والجود، والواجب
ناس مثلك تحشم، وتستحقّ الحشيمة.
قلت له عندي رفيق ما نساني
لو يطول الوقت ويطول طريقه
أدري أنّه لو يطول البعد جاني
بيني وبينه على العشرة وثيقة
إن بديته بالغلا وإلا بداني
صرت عنده بالغلا حسبت شقيقه
هو بعد غالي ومن حسبت إخواني.
قاعد ولا أسمع حكيهم
لاتحسب إنّي عندهم
أنا معك بس جنبهم
متحمّسين بحكيهم
ما غير أشوف عيونهم
وأتخيّلك وسطهم
سألني واحد بينهم
وش رأيك بكلامهم
أحرجني والله قدّامهم!!
قلت العفو يا قلبهم
ناقص رفيع الشّأن بينهم.
محتاج لك بالحيل ودّي أشوفك
اشتقت أسولف معك واسمع حكاويك
ياصاحبي من كثر ما أطريك وأغليك
صرت أحلم فيك، وأصحى، وأشوفك!
لو طالت الغيبه وضاعت نواحيه
يبقى معي ما بين قلبي وعيني
والنّفس من بدّ المخاليق تغليه
وانشد عن أحواله بعاصف سنيني
وارتاح لازانت وطابت لياليه
أنت الأمل والودّ
أنت الفرح والسّعد
أنت عبير الورد.
المقالات المتعلقة بشعر مدح صديق