نواقض الإسلام الإسلام هو آخر الأديان السَّماويّة والرِّسالة الخاتمة لجميع الرِّسالات الرَّبانيّة، ونبيُّ الإسلام المبعوث رحمةً للعالمين هو محمَّد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، والإسلام من الفعل أسلم واستسلم أي أعلن الإذعان والاستسلام للقويّ الجبَّار بالتَّوحيد وإفراده بالعبوديّة والألوهيّة، وإعلان البراءة من كلِّ أنواع الشِّرك قولاً وفعلاً واعتقاداً ومن أهل الشِّرك.
هُناك أمورٌ تنقض الإسلام، والنَّقض هو الهدم والدَّمار، قال الله تعالى:" وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً"؛ نَقَضَت غزلها أي هدمته وفككته، ونواقض الإسلام تجتمع في عشرة نواقض ذكرها أهل العِلم من أهل السُّنة والجماعة.
شرح نواقض الإسلام
- الشِّرك في عبادة الله: أي إشراك أحدٍ مع الله في نيّة العبادة، مثل: الذَّبح لرسولٍ أو وليٍّ فيقول عند الذبح: هذه لله وللرَّسول أي لله وللوليّ الصالح، أو النَّذر لمخلوقٍ كائناً من يكون على سبيل التَّقرب إلى الله زُلفى.
- اتخاذ الوسطاء بين العبد وربِّه: الغاية من اتخاذ الوسيط أن يكون شفيعاً للعبد عند ربِّه؛ فيعتقد أنّ بواسطته ينزل الخير ويُرفع الضرر، نحو: التَّوسل بالأنبياء والأولياء والأموات والأحياء الغائبين لكشّف الضُّر وجلب الخير.
- الموقف من المشركين وأعداء الإسلام: فيكفر كُلُّ من لم ينكر على المشركين إشراكهم، أو يشك في كفرهم، ويدخل في هذا الباب كلَّ من حارب الله ورسوله والمؤمنين من اليهود والنَّصارى والشيوعيين وغيرهم، كذلك من شكّ في كُفر الشيوعيين وغيرهم ممّن أنكر وجود الله تعالى، أو شكّ في كُفر اليهود والنّصارى الذين لم يؤمنوا بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؛ لأنّ الله تعالى كفَّرهم في مُحكم التَّنزيل، قال تعالى:"إِنّ الّذِّينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا".
- الشكّ في هدي النَّبي صلى الله عليه وسلم: أي من اعتقد أنّ هناك من هو أفضل من النَّبي صلى الله عليه وسلم في الهدي والفِكر والإرشاد والدَّعوة والأحكام والقرارات، وأنّ هناك من تفوَّق على النَّبي ّصلى الله عليه وسلم في الأحكام والهدي والرَّأي.
- كُره ما جاء به النَّبي صلى الله عليه وسلم: أي إعلان البغض الظَّاهر أو الباطن لأيّ شيءٍ جاء به النَّبي صلى الله عليه وسلم من الأحكام أو الأوامر أو السُّنة؛ فيكفر حتى لو عمل بها، نحو: بُغض الحِجاب للمرأة، أو الجهاد وغيرها.
- الاستهزاء بالنَّبي صلى الله عليه وسلم أو بما جاء به: فيكفر كُلُّ من استهزئ بالنَّبي صلى الله عليه وسلم أو بصفاته او بأخلاقه أو بأحكامه وتعليماته سواء بها جميعاً أو ببعضها أو بثواب الأعمال أو عقابها في الدُّنيا والآخرة ولو على سبيل المُزاح والدُّعابة؛ لأنّ الأصل في الدِّين وفي حقِّ النّبي صلى الله عليه وسلم التَّعظيم والاحترام والإجلال.
- السِّحر: كُلُّ من تعامل بالسِّحر وسعى له ورضي به، فقد كفر بما أُنزِل على محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، لأنّ السِّحر يقوم على تعظيم الشَّيطان، وتدنيس الدِّين والقرآن والآيات الكريمة بالنَّجاسات المختلفة.
- معاونة الكُفَّار على المسلمين: المعاونة هي الموالاة والمناصرة لأعداء الدِّين من المشركين والكفَّار على المسلمين؛ فيقف المسلم المعاون للأعداء في صفِّ العدوّ يحبهم ويودهم ويدعمهم بكلِّ ما استطاع ليتمكنوا من القضاء على الإسلام أو على المسلمين أو على شخصياتٍ بارزةٍ من المسلمين.
- الرِّدة: تشمل كلَّ من اعتقد بينه وبين نفسه من المسلمين، أنّه قادرٌ على الخروج من ملَّة الإسلام إلى أيِّة ملَّةٍ أخرى متى شاء دون حسابٍ أو سؤالٍ، وقال النَّبي صلى الله عليه وسلم في حقِّ من فعل ذلك:" من بدَّل دينه فاقتلوه".
- الإعراض عن الإسلام: يكون الإعراض عن الإسلام برفض تعلُّم الدِّين الإسلاميّ وأحكامه وتعاليمه، وبالتَّالي يرفض العمل بما جاء به النَّبي صلى الله عليه وسلم من عند ربِّه، كما يدخل في الإعراض عن دِين الله تحريم ما أحلّ الله، أو تحليل ما حرَّم الله، نحو: تحليل الزِّنا والرِّبا.