حروف العطف يُعرف العطف لغةً بأنّه الميل، ونقول عطف الغني على الفقير، أي أشفق عليه ومال نحوه، أمّا في الاصطلاح النحوي فهو اتباعُ لفظٍ لآخرَ بواسطة حرف.
يتضمّن تركيب العطف حرف العطف الذي يتوسط بين المعطوف والمعطوف عليه، كقولنا: فازت سهادُ وجمانة، فحرف الواو هنا هو حرف العطف الذي توسّط ما بين المعطوف وهي كلمة جمانة، والمعطوف عليها أي سهاد، ومن المُسلّم به أنّ العطف من التوابع حيث يتبع المعطوف في حالة الإعراب حال المعطوف عليه رفعاً، ونصباً، وجرّاً.
حروف العطف ومعانيها يبلغ عدد حروف العطف تسعة أحرف، حيث تفيد معاني ستةُ حروف منها المشاركةَ بين المعطوف والمعطوف عليه، وهي: الواو، والفاء، و ثم، وحتى، وأو،وأم، أمّا الثلاثة المتبقية: بل، ولا، ولكن، فلا يشترط فيها مشاركة المعنى، وفيما يأتي تفصيل ذلك:
- الواو : ومعناها الرئيسي هو المشاركة.
- الفاء : تفيد المشاركة إلا أنّها تفيد الترتيب مع التعقيب بشكلٍ أخص، ونعني بالتعقيب: التتابع، أي أنّ المدة الزمنيّة بين وقوع معنى المعطوف والمعطوف عليه قصيرةٌ، كقولنا: رنّ جرس الاستراحة، فخرج الطلاب إلى الساحة، فمن المنطقي خروج الطلاب بعد سماع الجرس مباشرةً إلا أنّ تقدير الزمن بالضبط يختلف من حالةٍ لأخرى.
- ثمَّ: تفيدُ التّرتيبَ مع التّراخي في الزمنِ، كقولنا: زرت الهند ثمّ الصين، فالمعنى يُفيد الترتيب أي أنّ زيارة الهند كانت أولاً، إلّا أنّها تعني أيضاً وجود فترة زمنيّة طويلة بينهما قد تُقدّر بالأيام، أو الأشهر، أو السنوات.
- أو: تُفيد التخيير، كقولنا: بإمكانك إجراء مكالمة أو إرسال رسالة، فالخيار مطروحٌ أمام الشخص المعني، أو تستخدم للإباحة، كقولنا: تذوق السكر أو العسل، والفرق بين التخيير والإباحة أنّ الأولى لا يمكن الجمع بينهما، أمّا الثانية فيحق لك ذلك، كما أنّها تفيد التشكيك كقولنا: مشيت ساعةً أو ساعتين، كما أنّها تستخدم للتقسيم، كما في الجمل أنواع: اسمية أو فعليّة.
- أم : تستلزم التعيين، أي كقولنا: أصائم أنت أم مفطر؟، كما أنّها تاتي بعد كلمة سواء، كما في الآية القرآنية: '"(سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيص) [إبراهيم:21].
- لا : تفيد النفي، كقولنا: أحضر والدك لا أخوك، وتفيد الإثبات لما قبلها والنفي لما بعدها.
- لكن: تُفيدُ الاستدراك، وشرط العطف بها أَن تسبق بنفي أَونهي، كقولنا: لم يحضر الطلاب لكن معلمهم حضر، ومن شرطها أَلا تقترن بالواو وأَن يغير المعطوف معنى الجملة.
- بل: تُفيدُ الإضرابَ عن المسبوق ذكره، والاهتمام باللاحق ذكره، ويشترط اعتبارها حرف عطف أن يكون المعطوف كلمة لا جملة، كقولنا: ما جاء الطلاب بل معلمهم.
- حتّى: تفيد إيضاح الغاية، كقولنا: أَكل الفقير السمكة حتى رأْسَها، إلا أن هناك بعض الشروط لاعتبار (حتى) حرف عطف، وهي:
- أن يكون نوع المعطوف اسماً ظاهراً، وليس ضميراً.
- أَن يكون المعطوف جزءاً من المعطوف عليه.
- أَن يكون غاية لما قبله، إمّا بالتعظيم من شأنها أو التقليل منه.