سلسلة جبال لبنان الشرقية

تقع الجمهوريّة اللبنانيّة في قلب السواحل الشرقيّة للبحر الأبيض المتوسط، وتمتد مساحتها الإجمالية إلى 10400 كيلومتر مربع، وجغرافياً تقع لبنان بين خطي طول 35,36 درجة نحو الشرق وخطّي عرض 33,34 درجة نحو الشمال، فأصبحت بفضل موقعها هذا قريبة على ثلاث قارات في آن واحد وهي إفريقيا وآسيا وأوروبا.

تتمتع لبنان بتنوع تضاريسها المتفاوتة ما بين سهول ساحليّة وسلسلتي جبال لبنان الغربيّة والشرقيّة، بالإضافة إلى سهل البقاع وعدد من الأنهار والبحيرات.

تشترك الجمهوريّة اللبنانيّة بحدود مع الجمهوريّة السوريّة من الجهتين الشمالية والشرقيّة معاً، ومع فلسطين من الجهة الجنوبية، أما حدودها المائية مع البحر المتوسط فتأتي من الجهة الغربية.

تعتبر سلسلة جبال لبنان الشرقيّة الأكثر طولاً واتساعاً من السلاسل الجبلية الأخرى الموجودة في لبنان، إلا أن ارتفاعها أقل من ارتفاع الجبال الغربية، وتسمى هذه السلسلة بجبال القلمون، تبدأ حدودها من قرية حسية في الجزء الجنوبي من مدينة حمص وصولاً إلى القنيطرة، وتعاود الامتداد من حفرة الانهدام لتصل إلى أواسط البادية في تدمر ثم نحو لبنان الغربية.

يمتد طول سلسلة جبال لبنان الشرقيّة إلى 170 كيلومتراً، ويتراوح عرضها بين 150 كيلومتراً شمالاً و40 كيلومتراً جنوباً، وتتخذ هذه السلسلة شكلاً عمودياً في انحدارها نحو الغرب باتجاه حفرة الانهدام الأفريقي.

وتمتاز قمم جبال القلمون بالإطلالة الرائعة والمصايف الشهيرة، فأصبحت بفضل ذلك وجهة سياحية يتوافد إليها السياح من كل مكان ليتمتعوا بجمال المنطقة، هذا وتنتشر حدائق وكروم وبساتين الفاكهة التي تشتهر بزراعة الخوخ والدراق والمشمش والإجاص والتفاح والعنب وغيرها الكثير، وما زاد من جمالها وروعتها كثرة الينابيع وعيون المياه الجارية فيها.

تعتبر قمة جبل الشيخ القمة الأعلى بين قمم سلسلة جبال لبنان الشرقيّة حيث يبلغ ارتفاعها أكثر من 2.814 متراً فوق مستوى سطح البحر، وينفرد جبل الشيخ بخاصية يمتاز بها عن باقي القمم الجبلية وهي وجود الثلج الذي يكسوه بشكل دائم، وجاءت التسمية نظراً للتشابه بين كسوته بالثلج والشيب في رأس الشيخ، ويعبر نهر الأردن أراضي الجولان المحتل والذي يعتبر جزءاً من المناطق التي تعتبرها الجبال الشرقيّة.

ومن الجدير بالذكر أن جبال القلمون تشغل حيزاً في الجزء الغربي من سوريا وتكمل امتدادها إلى لبنان باتجاه جبل الشيخ، وكما تمتد إلى الجزء الشمالي الغربي أيضاً من مدينة دمشق، وتحتضن هذه القمة الجبلية عدداً كبيراً من المباني والكهوف والآثار والمعابد والكنائس وغيرها فيها.