ظهرت الإمبراطورية العثمانية على يد مؤسسها عثمان بن أرطغرل، إثر إعلانه الاستقلال عن السلجوقيين، وذلك في نهاية القرن الثالث عشر، دامت الخلافة العثمانية سنة، إلى أن انهارت وسقطت بعد الحرب العالمية الأولى، الأسباب التي أدّت لانهيار هذه الدولة العظمى، التفكك الداخلي، نتيجة الحرب العالمية وأثرها عليها، هذا بالإضافة إلى عدة عوامل أدت لسقوط الدولة العثمانية سنذكره في هذا المقال.
أحد العوامل التي ساعدت على انهيار هذا الصرح المتين هو ابتعاد نظام الحكم في الآونة الأخيرة من الحكم عن الدين الحنيف ومبادئه وأسس الحكم التي نص عليها، فتغاضت عن التعاليم الإسلامية شيئًا فشيئًا عن ديننا الحنيف، والتزمت بما يتفق مع مصالحها وأهوائها، استبدلت اللغة العربية بالتركية، وتمّ السماح بدخل اليهود لفلسطين، وتغلغلهم في مراكز الحكم وصنع القرار في الدولة العثمانية، ذلك كلّه لم يحدث بسبب السلطان عبد الحميد، إلّا أنّ الأتباع والحاشية الاستشارية خاصته، هي التي أشاعت الفساد دون علمه، أظهر الأتراك تمييزًا عنصريًا بوجه العرب، على الرغم أنّ العربية هي لغتهم الأساسية ولغة القرآن، أصبح تولّي المناصب حكرًا على الأتراك فقط، بل أنّهم دمّروا مراكز تدول العلوم التابعة للعرب، وحظروا استخدام الآلات الطابعة، استمر العثمانيون بتهميش العرب بشكل كامل عن مناصب ومراكز صنع واتخاذ القرار، وأصبحت الدولة العثمانية تعتبر العرب مواطنين من الدرجة الثانية، تردت أوضاع العرب وساد الفقر والجهل أمام أنظار الولاة العثمانيين، الخيانة الأكبر ووصمة العار التي ستلاحق العثمانيين، هي المراسلات التي دارت ما بين مكماهون ممثلًا عن بريطانيا والشريف حسين فيما عرف بمراسلات حسين-مكماهون، نصت هذه المراسلات باتفاق سري بين الطرفين على فصل السكة الحديدة التي تؤدي إلى تركيا، الأمر الذي كان سببًا في قطع المدد عن تركيا، في مقابل تعيين بريطانيا للشريف حسين حاكمًا للعرب من المحيط إلى الخليج بعد انتهاء الحرب، لكن التاريخ كعادته لا يرحم الخونة، وتولّى الغرب بنفسه تقسيم الوطن العربي باتفاقية سايكس بيكو واحتلوا الوطن العربي.
بذلك يمكن القوم أنّ الأسباب تتلخص بهجر أصول الدين والحفاظ على الشكليات، وظهور حركة التصوف في تلك الحقبة، علاوةً على ذلك تدمير الحملات الصليبية من قبل الغرب على الإمبراطورية العثمانية جيشها، وأسهم ذلك في تفككها وتخلل بنيتها الإدارية، وصعوبة التواصل مع الإمارات الواقعة على أطراف الدولة، هجر العلم وإعاقة من يسعون للحصول عليه، قتل العديد من العلماء ورجال الدين كان إثباتًا واضحًا على ذلك، هذه العوامل جميعها أثارت طمع الغرب في هذه الإمبراطورية المريضة، فغدت أمامهم غنيمة لا تترك.
ظهرت العديد من حركات التمرد، ولم يعد الجيش يخضع لإمرة السلطان، وبدأت عوامل التفكك والانهيار باتخاذ منحى واضح وجلي أنّ هذه الدولة باتت إلى زوال قريب، تخلى السلطان عبد الحميد الثاني عن الحكم بعد الضغط التركي المدعوم من قبل بريطانيا، وأعلن أتاتورك دولة تركيا العلمانية وانتهاء الخلافة الإسلامية.
المقالات المتعلقة بسقوط الامبراطورية العثمانية