سبب نزول سورة التحريم

سبب نزول سورة التحريم

سورة التحريم

عصم الله سبحانه وتعالى نبيّه محمّد عليه الصّلاة والسّلام من الذّنوب والمعاصي والأخطاء، فقد اصطفاه الله تعالى واختاره من بين الخلق، وهو سيّد بني آدم الذي جعل له المقام المحمود والشّفاعة الكبرى والمنزلة العظمى.

قد كان خطاب الله سبحانه لنبيّه الكريم في كتابه العزيز خطاباً يدلّ على مكانته العظيمة عند الله وقدره، وقد جاء الخطاب بصيغة المعاتبة والرّفق واللّين ليرتقي بأخلاق رسول الله عليه الصّلاة والسّلام التي كملت وتجمّلت حتّى صارت قدوة وأسوة ومنهجاً للنّاس من بعده.

كما كان الخطاب الرّباني للنّبي الكريم في بعض المواضع في القرآن الكريم في سياق الدّفاع عنه والذّب عن عرضه الشّريف، ومن الأمثلة على ذلك ما ورد في سورة التّحريم حين خاطب الله تعالى نبيّه بصيغة الاستفهام عن تحريمه مباحاً قد أحله الله تعالى له، وقد أراد الله سبحانه رفع الحرج عن نبيّه الكريم، فأنزلت آيات سورة التحريم، فما هي مناسبة نزول هذه السّورة العظيمة ؟

سبب نزول سورة التّحريم

ذكر المفسرون سببين رئيسيين لنزول آيات سورة التّحريم على النّبي عليه الصّلاة والسّلام، فروى المفسرون روايتين في ذلك، وهما:

  • النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام كان من سنّته أن يقسم بين نسائه، أي يجعل لكلّ واحدةٍ منهنّ يوماً، وفي يوم أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها، استأذنت رسول الله عليه الصّلاة والسّلام أن تزور أهلها، فبقي النّبي في بيتها وأرسل إلى مارية القبطية لتأتيه في بيت حفصة.
عندما رجعت السّيدة حفصة إلى بيتها وعلمت بالخبر حزنت حزناً شديداً وأخذتها الغيرة لما حصل، فخاطبها رسول الله مبيّناً أنّه سوف يحرّم ذلك على نفسه، وطلب منها أن لا تحدّث أحداً بذلك، فنزلت سورة التحريم، وفيها قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ)، أيّ لم تحرم أمرا أباحه الله تعالى لك حتّى ترضي أزواجك.
  • الرواية الأخرى تتحدّث عن أنّ النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام كان يحبّ العسل، فكانت أمّ المؤمنين السّيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها تقدّم له عسلاً في يومها لأنّها تعلم حبّه له، وقد أرادت السّيدة عائشة والسيدة حفصة رضي الله عنهما أن تحتال في الأمر حتّى يدع النّبي ذلك، فتوافقا على أن تخبر كلّ واحدةٍ منهنّ رسول الله حينما يدخل عليها أنّها تجد من فيهه ريح مغافير.
المغافير هي صمغ له رائحة كريهة يخرج من جذوع الأشجار، وكان النّبي يكره أن يجد منه أحد أثر ريح، فكانت نتيجة هذا الأمر أن حرّم على نفسه أكل العسل وقد أباحه الله تعالى له، فنزلت الآيات الكريمة تنهاه عن تحريم ما أحلّه الله عليه وتوصيل رسالة إلى أزواجه بضرورة التّوبة عمّا بدر منهما.

المقالات المتعلقة بسبب نزول سورة التحريم