من قوام شريعتنا الغراء الإيمان، والذي يعني التصديق والاعتقاد الجازم الذي لا يزول بالشك فأنت تؤمن بالله -عز وجل-، بمعنى أنك تصدق به تصديقاً جازماً لا يخالطه أي شك، والإيمان من صلب الدعائم المكونة للعقيدة الإسلامية، وهو يزيد وينقص، وللإيمان نتائجه، كما يترتب على عدمه نتائجُ أيضاً.
زيادة الإيمان ونقصانهذهب العلماء إلى فريقين في مسألة زيادة الإيمان ونقصانه، وفي الحقيقة خلافهم في ذلك صوري فقط سببه علاقة الإيمان بالعمل، فمن اعتبر العمل من ثمرات الإيمان ونتائجه فإنّ الإيمان عنده لا يزيد ولا ينقص، ومن اعتبر العمل جزءاً من الإيمان ولوازمه، فإنّ الإيمان عنده يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وهذا رأي العديد من العلماء، وتؤيده الأدلة.
حيث قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ)، وكذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم كما جاء في الصحيحين: (الإيمان بضع وستون شعبة، أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق).
ويؤيد ذلك أيضاً فعل الصحابة -رضي الله عنهم-، فقد كان عمر رضي الله عنه يقول لأصحابه: هلموا بنا نؤمن ساعة، وعليه فالإيمان إذاً يزيد بالطاعات، كالصلاة والذكر، والتسبيح، والصيام، وغير ذلك من الاعمال الصالحة، وينقص بالمعاصي، كالغيبة والنميمة، والانشغال عن أداء الصلاة في موعدها، فهذه أعمال تنقص الإيمان، مع أنه في حقيقته واحد لا يتجزأ، ولكن الذي نقص هو العمل الذي يتضمنه الإيمان أو الذي يترتب عليه.
آثار قوة الإيمان على الفردإنّ الإنسان من غير إيمان كالريشة في مهب الريح، لا وزن له ولا أهمية، فالإيمان سر سعادة الفرد، وأصل في استقرار المجتمع وازدهاره، وهو ميدان التنافس الحقيقي في هذه الحياة، والسعيد من هدي لذلك، والشقي من اتبع نفسه هواها، وحرمها من الهدى والصلاح.
المقالات المتعلقة بزيادة الإيمان