زوجة حافظ الاسد

زوجة حافظ الاسد

 

زوجة حافظ الأسد هذا هو ما تعرف به على الرغم من أن اسمها أنيسة مخلوف، هي شخصيّة عرفت بقوتها و غموضها، حيث أنها خلال حياتها بقيت مختفية عن الأضواء و بعيدة عن الكاميرات و الصحافة، امرأة استطاعت أن تقنع زوجها في دقائق لتعديل الدستور و إعطاء ابنها الحق في وراثة الحكم عن أبيه، و بذلك أصبحت أم لحاكم سوريا كما كانت زوجة حاكم سابق.

ولدت أنيسة مخلوف في عام 1934 ، كفرد من أفراد أسرة آل مخلوف، من محافظة اللاذقية، لها شقيق وحيد اسمه محمد مخلوف وفاطمة مخلوف هي شقيقتها، تزوجها حافظ الأسد في عام 1958 على الرغم بأن ولي أمرها عارض هذا الزواج لأن عائلته كانت تنتمي للحزب السوري القومي الاجتماعي بينما كان الأسد ينتمي لحزب البعث العربي الاشتراكي.

ترعرعت أنيسة وسط عائلة غنيّة و تولى تربيتها عمها بعد وفاة أبوها، قيل بأنها تعرفت على حافظ الأسد عندما كان يقوم بزيارة صديق له يسكن بجوار بيت أنيسة، حين قام بالتقدم لزواجها رفض عمها لأنه كان من عائلة فقيرة بينما كانت هي من عائلة غنيّة، لكن الأسد لم يستسلم و ذهب لأحد المشايخ العلويين يلتمس بأن يساعده في زواج أنيسة و ساعده و بذلك أصبحت أنيسة الأسد .

حملت أنيسة من حافظ الأسد بخمسة بطون، الأولى ابنة و تدعى بشرى لكنها توفيت في نفس العام، فقامت بتسمية ابنتها الثانية بنفس الاسم، و لها أربعة أولاد، باسل و بشار و ماهر و مجد .

كانت أنيسة امرأة شديدة الذكاء، حيث كان حافظ يشاورها في العديد من الأمور و القرارات السياسيّة، و عندما أخذها معه إلى مصر، رجع و أراد أن ينقض على السلطة ففشلت محاولته و قد تم إدخاله السجن، و بينما كان في السجن، عائلة آل مخلوف قامت بالضغط على أنيسة حتى تنفصل منه، لكنّها رفضت و قالت بأنها وضعت المولودة بشرى منه، و عندما خرج من السجن، قام المشايخ العلويين بالتوسط له عند عائلة آل مخلوف حتى قبلوا به ثانية، و قد كانت تجتمع مع زوجات الضباط و الجنود لكي تنقل إلى حافظ عما كان يفكر فيه أزواجهن .

ظلّت أنيسة تساعد زوجها في اتّخاذ القرارات و إصدار الأحكام خفاء، و قد نصحته بألا يقتل النّاس في حماة بعد الانقلاب الذي حدث حتى لا يزرع الحقد في قلوبهم على عائلة الأسد، و عندما علمت بأن زوجها يحتضر بسبب إصابته بمرض السرطان ، قامت بتأهيل ابنها الأكبر باسل حتى يتولى شؤون الحكم من بعد أبيه، و لكنه توفي في حادث فأصيبت بخيبة أمل كما أصيبت باضطرابٍ نفسي، حيث قيل بأنّها كانت تجلس قبالة صورته و تتحسر و تبكي عليه، خصوصًا أنه لا يوجد أي من أبنائها ليكون مؤهلًا ليستلم منصب أبيه التي كانت صحته في تدهورٍ مستمر .

و عندما اجتازت محنة وفاة ابنها، اقترحت على زوجها بأن يكون ماهر هو من يتولّى حكم سوريا من بعد وفاة أبيه، لكن حافظ رفض و قال بأن بشار هو الأنسب لأنّه كان الأكبر على الرغم من أنّه كان مشغولاً بدراسة طب جراحة العيون في لندن و لأن ماهر كان مشغولاً بالملذات و الترف .

أنيسة مخلوف أو بالأحرى أنيسة الأسد، هي إحدى السيّدات اللّواتي كان لهنّ الدور الكبير في تاريخ سوريا، و بمشاورة زوجها لها استطاعت مساعدته في اتخاذ القرارات و تغيّير مجرى التاريخ، وربما كانت السبب في تولى حافظ الأسد منصبه و من ثم تولي بشار الأسد نظام الحكم .

 

المقالات المتعلقة بزوجة حافظ الاسد