إنّ من أكبر المشاكل التي تواجه الأشخاص الذين يبحثون عن خسارة الوزن انتشار الحميات المُبتدعة والرّائجة، والتي تحملُ في كل مرّة شكلاً واسماً جديدين، والتي لا تكون مبنيّةً على أُسسٍ علميّة صحيحة. مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك يكثرُ الحديث عن طرق استغلال شهر رمضان في خسارة الوزن، الأمر الذي تختلط فيه الحقائق مع البدع، ومن هذه الحميات التي يتمّ الحديث عنها والتّرويج لها خلال شهر رمضان وغيره حمية التّمر واللبن، ولذلك يهدف هذا المقال للتّعريف بالحميات المُبتدعة وكيفيّة تمييزها ومعرفتها، بالإضافة إلى توضيح الطّريقة الصّحيحة لخسارة الوزن.
زيادة الوزن والسمنةقبل الحديث عن الطّرق السّليمة لخسارة الوزن، لا بدّ من التّعريفِ بزيادة الوزن والسُّمنة، حيث تُعرّف السُّمنة بتراكم الدّهون في الجسم لدرجة تتعارض مع الصّحة، ويتمّ تشخيص كل من زيادة الوزن والسُّمنة عادةً باستخدام مُؤشّر كتلة الجسم، والذي يتمُّ حسابُه من المعادلة التالية: مؤشّر كتلة الجسم= وزن الجسم (كغم)/ مربّع الطول بالمتر (م²)، وتتمّ بعدها مقارنة النتيجة بتصنيفات الجدول أدناه، ويتمّ تحديد الطّريقة المُناسبة لخسارة الوزن وعلاج السّمنة بناءً على الحالة الصّحيّة ومُستوى الزّيادة في الوزن الذي يُعاني منه الشّخص،[١] وبالنّسبة للعلاج التغذويّ، فإنّ استراتيجيّات خسارة الوزن النّاجحة تجمع بين الحمية الصّحية التي تمنح سُعراتٍ حراريّة أقلّ من تلك التي يقوم الجسم بحرقها يوميّاً، ومُمارسة التّمارين الرّياضيّة، وتعديل نمط الحياة، كما أنها دائماً ما تتبنّى خسارة وزن تدريجيّة وأهدافاً منطقيّة وواقعيّة وخسارة وزن مُتوسّطة،[٢] ولا تختلف هذه المبادئ والأساسيّات في شهرِ رمضان عن غيره من الأشهر.
تصنيفات مؤشّر كتلة الجسميمثّل الجدول التالي تصنيفات كتلة الجسم المستخدمة في تشخيص السّمنة وزيادة الوزن:[١]
التّصنيف مؤشّر كتلة الجسم (كجم/ م²). نقص في الوزن أقل من 18.5 وزن طبيعيّ 18.5-24.9 زيادة في الوزن 25-29.9 سمنة من الدّرجة الأولى 30-34.9 سمنة من الدّرجة الثانية 35-39.9 سمنة من الدّرجة الثالثة (سمنة مفرطة) 40 فأكثر صفات الحميات المُبتدعةتجذبُ الحميات المُبتدعة الكثير من الأشخاص إليها بسبب ما تُروّج له من خسارة وزن كبيرة، وهي عادةً ما تتبنّى أهدافاً مُبالغاً بها في خسارة الوزن وبرامج غذائيّةً لا تُوفّر شرط الكفاية التّغذويّة، وهي مليئة بالخدع التي تعمل على استغلال الحاجة والرّغبة الكبيرتين في خسارة الوزن للتّسويق لها، وما يجبُ معرفتُه هو أنّ الكثيرَ من هذه الحِميات تكون خطرة على الصّحة، حيث تتراوح تأثيراتها من تأثيرات بسيطة، مثل الصّداع والغثيان والدّوخة، إلى تأثيرات خطيرة يُمكن أن تصل في بعض الحالات إلى الموت، وسيتمّ فيما يلي ذكر بعضِ الطّرق التي تُمكّن الفرد من معرفة ما إذا كانت الحمية هي إحدى هذه الحميات المُبتدعة:[٢]
تنطبق على حمية اللّبن والتّمر في رمضان وغيره الكثير من صِفات الحميات المُبتدعة التي تمّ الحديث عنها أعلاه، فهي في الغالب مُنخفضة بالسّعرات الحراريّة بشكلٍ كبير، كما أنّها تنحصر في أغذية بسيطة، ولا تُؤمّن كافة الاحتياجات اليوميّة من جميع المجموعات الغذائيّة، وهي غير متنوّعة ولا مُتوازنة ولا تُؤمّن الكفاية التّغذوية، كما أنّها تعتمد كثيراً على هدفٍ محدود المدى ولا تزرع تغييرات جذريّة في نمط الحياة، ولذلك فهي تفشل في الحفاظ على خسارة الوزن التي يُمكن أن تنتج عنها بعد الانتهاء من اتّباعها، ولذلك فهي تُعتبر إحدى الحميات الرّائجة التي لا يدعمها العلم ولا تُحقّق شروط الحميات الصّحيحة.
المراجعالمقالات المتعلقة برجيم التمر واللبن في رمضان