في القرن العشرين، وبسبب الأحداث المهمّة التي وقعت على الساحة الدولية نتيجةً للصراع الكبير بين القوى العالمية، فقد ظهرت عدة مصطلحات جديدة، تُعطي تقسيمات للعالم وفق مواقفها، وقوتها، ونفوذها، ومصالحها، وموقعها على الساحة الدولية، وقد لازمت هذه المصطلحات والتقسيمات الدول إلى يومنا هذا، غير أنّها اتّخذت مدلولات أخرى جديدة وبما يتناسب مع الأوضاع الراهنة لدول ومناطق العالم.
من بين أهمّ مصطلحات القرن العشرين والتي لاقت صدىً واسعاً في كافة الأوساط ذات العلاقة مصطلحات عديدة؛ كدول العالم الأول، والثاني، والثالث. وفيما يلي تعريف لدول العالم الأول.
دول العالم الأوليُعتبر مفهوم دول العالم الأوّل رديفاً لمفاهيم أخرى مثل: المعسكر الغربي، والمعسكر الرأسمالي، وقد برز هذا المصطلح أثناء فترة الحرب الباردة والتي امتدّت على مدى نصف قرن تقريباً منذ أربعينيات القرن العشرين إلى مطلع التسعينيات، وقد اتّسمت هذه الحرب بانتشار حالة التوتر، والتنافس، والصراع بين كلٍّ من الاتحاد السوفياتي، والولايات المتحدة الأمريكية.
استعمل مصطلح دول العالم الأول لوصف الدول التي آثرت التحالف مع الولايات المتحدة عِوضاً عن التحالف مع الاتحاد السوفياتي؛ حيث امتازت هذه الدول باتباعها النهج الاقتصادي الرأسمالي في تعاملاتها الاقتصادية، كما عرفت واشتهرت بكونها دولاً ديمقراطية.
تتضمّن قائمة دول العالم الأول دولاً عديدة منتشرة في مختلف مناطق العالم، ولعلَّ أبرز هذه الدول: الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وأستراليا، واليابان، وألمانيا، وغيرها. وبعد أن انتهى الاتحاد السوفياتي صارت لمثل هذه المصطلحات معانٍ أخرى؛ فدول العالم الأول اليوم هي الدول التي تتمتّع بتقدّم صناعي، واقتصادي، ونفوذ سياسي، ومؤشرات عالية فيما يتعلق بالتنمية البشرية.
ومع كلّ ما سبق ذكره فإنّ هذه المصطلحات التي تُصنّف الأمم إلى فئات مختلفة لم تكن ظاهرة المعالم منذ أن بدأت الحرب الباردة، فخلال هذه الحرب كان التنافس على أوجه بين الغرب والشرق؛ أي بين الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفياتي، وفي بداية الحرب الباردة تم إنشاء حلف الناتو الغربي، وحلف وارسو الشرقي، وقد كان هناك تفاوت كبير جداً بين المعسكرين. وفي خمسينيات القرن المنصرم ظهرت مُصطلحات دول العالم الأول، والثاني، والثالث.
تُعتبر دول العالم الثالث اليوم من أفقر دول العالم، وأكثرها بعداً عن التنمية، كما تُعتبر مراكز لتجمّع المشكلات المختلفة؛ كالفقر، والأمراض، وغيرها، وقد اقترن هذا المصطلح أساساً بالدول التي لم تتحالف مع أيٍّ من المعسكرين: الشرقي، أو الغربي، أمّا دول العالم الثاني فهي الدول التي تحالفت مع المعسكر الشرقي ضدّ الغربي، والتي تُعتبر اليوم أفضل حالاً من دول العالم الثالث، غير أنها لم ترتق لتصل إلى مستوى دول العالم الأول.
المقالات المتعلقة بدول العالم الأول