دلائل وحدانية الله الأدلة على وحدانية الخالق سبحانه وتعالى كثيرةٌ لا يمكن حصرها بعددٍ ولا بمجالٍ، ففي كلّ اتجاهٍ نرى أو نحسّ بما يجعلنا نقف لنتفكّر في كيفيّة وماهية هذا الكون، فلو أتينا إلى خلق الكون بالعقل نستطيع أن نصل إلى شيءٍ مشتركٍ بغضّ النظر عن الشريعة أو الديانة التي نتبعها وهوأنّ هذا الكون العظيم لا بدّ من وجود خالقٍ عظيمٍ وقادرٍ له، وواحدٌ ليس له شريكٌ لأنّه لو كان له شريك لاختلف الشريكان وذهب كلٌّ منهما إلى خلقه وعالمه، حاشاه جلّ وعلا أن يكون له شريكٌ في الملك.
بعض الظواهر الكونيّة التي تدلّ على وحدانيّة الله - احتواء السماء على أعدادٍ كبيرةٍ من الأجرام، منها المعتم ومنها المضيء، ولكلّ مجموعة أو طائفة من هذه النجوم نظامٌ خاصٌّ يحكم حركتها؛ فالمجموعة الشمسيّة التي تتأثّر الأرض بشكلٍ مباشرٍ بها، تتكون من عدّة أجرامٍ سماويّة منها: الشمس، والقمر، والأرض، تتحرّك كل منها بحركةٍ ثابتةٍ يضبطها نظامٌ واحدٌ، فكانت سبباً للحياة على الأرض ، فلو تحرّكت الشمس من مكانها مسافةً قليلةً لأحرقت الأرض بحرارتها ، ولو تحركت الأرض من مدارها لتاهت في الفضاء الواسع وانعدمت عليها الحياة فهذا النظام الجبّار لهذه الكواكب لا بدّ أن يكون من خلقِ خالقٍ واحدٍ عظيمٍ.
- تعاقب الليل والنهار: لقد كان من نتائج ثبات نظام المجموعة الشمسية بتدبيرٍ من خالقٍ عظيمٍ أن يتعاقب الليل والنهار على سطح الكرة الأرضية؛ فلو كانت الأرض ثابتةً لكان جزءٌ منها باردٌ ومعتمٌ على مدى الدهر، وجزءٌ آخر حارٌّ جداً ونهارٌ على مدى الدهر، وفي كلتا الحالتين لا يمكن أن تجد حياةً ضمن هذا الوضع، فالله الواحد الأحد سخّر الظروف الكونيّة لضمان تكوّن حياة على الأرض، تعطي الجسم الراحة في الليل والعمل في النهار، وجعل الشتاء لتنبت النباتات والثمار، وفي الصيف الجافّ لتثمر وتنضج.
- نزول المطر: يشكل الماء ما نسبته 70% من نسبة مساحة اليابسة ، كما تشكل نفس النسبة في جسم الإنسان ، فالماء العنصر الرئيسيّ للحياة على الأرض، فوجوده بنسبة الثلثين على الأرض هو دلالةٌ على أنّ هناك خالقٌ عظيمٌ وضع نظام الكون بدقةٍ؛ لاستمرار الحياة، وما نزول المطر إلا وسيلةٌ لاستدامة توفّر المياه على الأرض، فبعد أن يكون سطح الأرض جافّاً ويكون الإنسان والدواب عطشى فتنزل الأمطار مدّة قصيرةً فقط فإنّها تحيي الأرضَ والإنسانَ والحيوانَ والدوابَّ ومختلف الكائنات الحية.
- حركة الرياح : إنّ توزيع الرياح على سطح الكرة الأرضيّة بدقّة وبمواسم منها الثابت ومنها غير الثابت، فتسوق هذه الرياح معها الغيوم المحمّلة بالماء فتسقط بمشيئة الله في المكان المخصّص لها، وهناك الرياح الخفيفة المحليّة التي تكون مهمتها تلقيح النباتات لتحمل ثمراً.