يعتبر الدّعاء لله سبحانه وتعالى عبادةً ووسيلةً للتقرب له، ومناجاته، والشّكر على نعمه، وطلب العون ليصلح لنا حالنا، وييسّر أمورنا، ويشفي مرضانا، وفي هذا المقال نضع بين أيديكم أدعيةً تتوجّهون بها إلى الله تعالى، ليشفي من كان مريضاً منّا.
محتوياتمن الأدعية التي يُستحبّ الدّعاء للمريض بها:
عن أبي سعيد الخدريّ وأبي هريرة رضي اللّه عنهما، أنّهما شهدا على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال:" من قال: لا إله إلّا الله، والله أكبر، صدّقه ربّه، فقال: لا إله إلّا أنا وأنا أكبر. وإذا قال: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، قال: يقول: لا إله إلّا أنا وحدي لا شريك لي. وإذا قال: لا إله إلّا الله له الملك وله الحمد، قال: لا إله إلّا أنا لي الملك ولي الحمد. وإذا قال: لا إله إلّا الله ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله، قال لا إله إلّا أنا ولا حول ولا قوّة إلاّ بي، وكان يقول: من قالها في مرضه، ثمّ مات، لم تطعمه النّار "، رواه الترمذيّ.
حكم دعاء الشّفاءلا يوجد أيّ حرج في أن يسأل المسلم الله تعالى الشّفاء في حالة المرض، ولا يعتبر ذلك من الاعتداء في الدّعاء؛ لأنّ الاعتداء يكون في الدّعاء المنهيّ عنه، ومعناه مجاوزة الحدّ فيه، ويكون بسؤال الله تعالى ما لا يجوز شرعاً من الإثم، وقطيعة الرّحم، أو بسؤاله ما يخالف سنن الله في هذا الكون، وأمّا الشّفاء من المرض، فهو من الأمور العاديّة، لأنّ الله تعالى لم ينزل داءً إلا أنزل له دواءً.
الرّقية الشّرعيّةإنّ الطريقة التي تتمّ به الرّقية الشّرعية هي كالتالي:
من أفضل العبادات التي يمكن للمسلم أن يتقرّب بها من الله تعالى الدّعاء، حيث يدعوه في كلّ أمور حياته، حزنه وفرحه، ومنه دعاؤه في المرض، لأنّ الله سبحانه وتعالى قريب منّا، يجيب دعوة الدّاعي إذا دعاه.
وتتبيّن أهميّة الدّعاء في قوله تعالى:" وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ "، الأنبياء/83-84، وفي الحديث النّبويّ الشّريف، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم:" يقول الله تعالى:" أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرّب إليّ بشبرٍ تقرّبت إليه ذراعاً، وإن تقرّب إليّ ذراعا تقرّبت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة "، رواه البخاريّ ومسلم.
آداب زيارة المريضمن آداب زيارة المريض والتي علمنا إيّاها النّبي ـصلّى الله عليه وسلّم ـ أن يقوم الزّائر برقية المريض، وأن يدعو له بالشّفاء، فعن عائشة رضي الله عنها، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم - كان إذا أتى مريضاً، أو أُتي به إليه، قال:" أذْهِب البأس، رب النّاس، اشفِ وأنتَ الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سقماً "، رواه البخاريّ. وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أنّ النّبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال: ما من عبدٍ مسلم يعودُ مريضاً لم يحضر أجلُهُ، فيقول سبع مرّات: أسأل الله العظيم، ربّ العرش العظيم أن يشفيك؛ إلّا عُوفي "، رواه التّرمذي.
وآداب الزّيارة التي علمنا إيّاها ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ إدخال السّرور على قلب المريض وطمأنته، والتّحدث إليه بما ينفعه، والدّعاء له بالشّفاء، وتبشيره بالشّفاء من المرض، وتذكيره بالأجر الذي ينتظره العبد المبتلى من الله سبحانه وتعالى، وذلك للتخفيف من معاناته، وتربيته على الصّبر واحتساب الأجر، وذلك لقوله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ حين دخل على أعرابيّ يزوره لمرضه:" لا بأس عليك، طهور إن شاء الله "، رواه البخاريّ. وكان ـصلّى الله عليه وسلّم ـ كما يقول ابن القيم:" .. يسأل المريض عن شكواه، وكيف يجده، ويسأله عمّا يشتهيه، ويضع يده على جبهته، وربّما وضعها بين ثدييه، ويدعو له، ويصف له ما ينفعه في علّته .. ".
الدّعاء عند رؤية المُبتلىيجب على المسلم عن رؤية شخصاً مُبتلى أن يستعيذ بالله من مثل ما أصيب به المبتلى، وبذلك يؤمّنه الله من البلاء، لما في الحديث:" من رأى مبتلىً فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضّلني على كثير ممّن خلق تفضيلاً، لم يصبه ذلك البلاء "، رواه التّرمذي وحسّنه الألباني. هذا ويحسن بالمسلم ألا يُظهر شيئاً أمام المُبتلى لئلا يتأذّى بذلك، بل إذا لقيه يحسن الخلق معه، ويظهر له التّعاطف معه، ويدعوالله له بالشّفاء والعافية.
المقالات المتعلقة بدعاء بالشفاء العاجل