دروس وعبر من الهجرة النبوية الشريفة

دروس وعبر من الهجرة النبوية الشريفة

الهجرة النبوية

لم يكن حادث الهجرة النّبويّة الشّريفة حادثًا عاديًّا بل كان حدثًا تاريخيًّا غاية في الأهميّة، ومنعطفًا رئيسيًّا في تاريخ الدّعوة الإسلاميّة اتخذ الفاروق مناسبته سببًا للتّأريخ فكان كلّ حدثٍ بعد ذلك يؤرّخ بهذه المناسبة الجلل، فما هي أعظم الدّروس التي يمكن استنباطها من حادثة الهجرة النّبويّة الشّريفة؟

دروس من حادثة الهجرة
  • كتمان الأمور؛ فقد حرص النّبي عليه الصّلاة والسّلام أن لا يخبر أحدًا بأمر الهجرة حتّى يأذن الله سبحانه له بذلك، ولم يعلم النّبي الكريم أبا بكر الصّديق بالهجرة إلاّ في السّاعات الأخيرة حتّى يتجهّز لذلك، وإنّ الاستعانة على قضاء الحوائج بالسّرّ والكتمان هو من الحكمة والبصيرة التي تحقّق الأهداف والغايات وتكمّل المهام وتمنع فشلها.
  • التّوكل على الله تعالى والإيمان بمعيّته وحفظه، فقد هاجر النّبي الكريم مع صاحبه لا حافظ لهم في الصّحاري المقفرة إلاّ الله سبحانه، فقد أعدّت قريش حينما علمت بهجرة النّبي عليه الصّلاة والسّلام الخطط وأرسلت مقتفي الأثر ومتتبّعي الخطى، كما وضعت مكافأة لمن يتمكّن من إلقاء القبض على النّبي عليه الصّلاة والسّلام وصاحبه، وعلى الرّغم من علم النّبي بذلك التّحشيد من قبل قريش إلاّ أنّ ذلك لم يؤثّر على عزيمته وتوكّله على الله وإيمانه فعندما لجأ إلى غار ثور حتّى رأى أقدامهم تطأ عتبات الغار، قال أبو بكر والله لو نظر أحدهم موطئ قدميه لرآنا، فطمأنه النّبي الكريم عليه الصّلاة والسّلام بقوله ما ظنّك باثنين الله ثالثهما، فالمسلم ينبغي أن يتعلّم من حادثة الهجرة النّبويّة الشّريفة درسًا في حسن التّوكل على الله واليقين به سبحانه والإيمان بأنّ الأمّة لو اجتمعت على ضرر المسلم لم يضرّوه إلاّ بما كتبه الله عليه .
  • الحذاقة والسّياسة والحيلة، فمن الدّروس المستفادة من حادث الهجرة النّبويّة الشّريفة حسن التّعامل مع الأمور الجلل بالسّياسة والحيلة المشروعة والفطنة، وقد بدت حكمة النّبي عليه الصّلاة والسّلام في مناسبة الهجرة حينما التقى بسراقة بن مالك المدلجي أحد قصّاص الأثر فوعده بسوار كسرى مقابل أن يشتّت أنظار قريش عنهم، وهذا غاية في الحكمة ونفاذ البصيرة.
  • الصّبر، فمن الدّروس التي نتعلّمها كذلك من حادثة الهجرة النّبويّة الصّبر والتّحمل؛ حيث صبر النّبي الكريم وصاحبه في سفرهما متحمّلان شدّته ومشقته حتّى وصلا إلى المدينة المنوّرة سالمين.
  • روح التّضحية في سبيل المبدأ، فقد خرج النّبي عليه الصّلاة والسّلام تاركًا أحبّ بلاد الله إلى قلبه من أجل استكمال الدّعوة إلى دين الله، وإتمام الرّسالة.

المقالات المتعلقة بدروس وعبر من الهجرة النبوية الشريفة