الخاطرة هي كلمات تُكتب لتعبّر عن كل ما يجول في نفس الشخص من مشاعر، وآلام، وجروح. وتعتبر الخاطرة من أسلس أنواع الفنون الأدبيّة للقارئ؛ لما تحملهُ من كلماتٍ بسيطة، ونابعة من أعماق القلب. أجمل الخواطر في الحُب والغزل جمعناها لكم في هذا المقال تعرّفوا عليها.
خواطر غزل وحب - أسافر في عينيك أبحث عن مأوى، أيا رحبة الأحداق، يا عذبة النّجو، نسيت على أهدابك السوداء عالمي، وحلَّقت مُشتقّاً مع الأنجم النّشوى أبحرية العينين، ورديّة الشّذى، تحرّضني أمواج عينيك أن أهوى، فيا ليتني دمٌ بوريدك أدخل القلب وأرى هل أنا ساكنٌ بوسطه أو أحداً غيري؟ ليتني حبرٌ بيديك أُقلّب أفكارك حروفاً، أكتب ما قد كتمته ولا تريدين غيرك أن يراه، ليتني ظلّ بنهارك، ليتني بليلك أطياف، أسهر اللّيل بخيالك، وأسمعك إذا قلت آهٍ، ليتني كلّك وكلّك، ليتك بحالي ترين غيرة العاشق مصيبة، والمصيبة في هواه.
- لا توجد كلمة في القاموس تعددت معانيها، وتنوعت، وتناقضت بقدر كلمة أحبك، وأكاد أقول أنّ هذه الكلمة لها من المعاني بقدر عدد الناس أي أربعة آلاف مليون معنى.
- هي ليست حبّي الأول، إنّها الأخير، إنّها الذي يأتي بعد أن يتآكل القلب فيُرمّمه ويعيده فتيّاً، كل النساء قبلها كُنَّ لا شيء، فالحب معها مفهومٌ آخر، ليس كحُبي الأول مُشتعلاً، مليئاً بالرّغبة، فشيءٌ ما فيه يجعلك تشعر بالأمان والامتنان دوماً، على عكس ذلك الحبّ الذي تحاول جاهداً أن تسترق لحظات منه تجمعك مع عشيقتك على عتبات حياة قاسية، باحثاً عن باب يُفتح ليتلقّفكما سويّة في ظلام عشق، مآله دوماً إلى الانفصال.
- إن رحلت عنك يوماً، وحمحمت راحلتي إيذاناً بالغياب؛ فلملم رفاتي في أقبيّة الذّاكرة، واصنع لي تابوتاً في خافقيك، وادفنّي في داخلَ روحك لأرافقك أينّما رحلت، والجأ إليّ إذا ما هبّت عليك رياح غربتك، واستظلّ بفيئي لما يلسعك هجير الذكريات، وتوسّد كلماتي إذا بعثرك اليتم، وأوغلت روحك في وحشتها، لملمني دفئاً في مقلتيك إذا ابتردت عليك أرصفة الأوجاع ومسافات الحنين، فسأبقى أحبّك كما كنت، وسأبقى إلى ما لا نهاية.
- إنّي خيّرتك فاختاري ما بين الموت على صدري أو فوق دفاتر أشعاري، اختاري الحبّ أو اللاحبّ فجبنٌ ألا تختاري، لا توجد منطقةٌ وسطى ما بين الجنّة والنّار، ارمي أوراقك كاملةً وسأرضى عن أي قرار، قولي، انفعلي، انفجري، لا تقفي مثل المسمار، لا يمكن أن أبقى أبداً كالقشة تحت الأمطار، اختاري قدَراً بين اثنين وما أعنفها أقداري، مرهقةٌ أنتِ، وخائفةٌ، وطويلٌ جداً مشواري، غوصي في البحر أو ابتعدي لا بحرٌ من غير دوار، الحب مواجهةٌ كبرى، إبحارٌ ضد التيار، صلبٌ، وعذابٌ، ودموعٌ، ورحيلٌ بين الأقمار، يقتلني جبنك يا امرأةً، تتسلّى من خلف ستار، إنّي لا أؤمن في حبٍ لا يحمل نَزَقَ الثوار، لا يكسر كل الأسوار، لا يضرب مثل الإعصار، آهٍ لو حبّك يبلعني، يقلعني مثل الإعصار، إنّي خيّرتك فاختاري ما بين الموت على صدري أو فوق دفاتر أشعاري، لا توجد منطقةٌ وسطى ما بين الجنّة والنّار.
- أحبّكِ حينما أسمع وقع أصداء صوتكِ على قلبي، أحبكِ حينما تتلعثمين خجلاً عند حروف كلمة أحبك، حينما تمطرُ، وحينما تثلجُ، وحينما تعصفُ أحبّكِ، على مرّ السّنين والتّضاريس أحبكِ، حينما تسافرين بروحي التي تغشّاها حُبُّكِ.
- لا شيء أتمنّاه في حياتِي سِوى قُربَك إِلى مَا لا نِهاية، عشت الخيال في بحور العشق، أبحرت في عالمي بلا أسباب، ضاعت مجاديف غرامي وأصابني الحزن، وأقبل من على البعد مركب إحساسك يزفّني لعالم الحُب، ويسقي ورود الشوق في داخلي، وينبت زهور الوله في عالمي.
- هل من الممكنِ أن أظل لعشرِ دقائقٍ أخرى لحين انقطاع المطر؟ أكيد بأنّي سأرحل بعد رحيل الغيوم، وبعد هدوء الرّياح، وإلا فسأنزل ضيفاً عليك إلى أن يجيء الصّباح، وعدتك ألا أحبّك مثل المجانين في المرة الثانية، وألّا أهاجم مثل العصافير أشجار تفاحك العاليّة، وألا أمشّط شعرك حين تنامين يا قطّتي الغالية، وعدتك ألا أضيّع بقيّة عقلي إذا ما سقطت على جسدي نجمة حافية، وعدت بكبحِ جماحِ جنوني، ويسعدني أنني لا أزال شديد التطرف حين أحب تماماً كما كنت في السنة الماضية، وعدتك ألا أُخبّئ وجهي بغاباتِ شعرك طيلة عام، وألا أصيد المحار على رمادِ عينيك طيلة عام، فكيف أقول كلاماً سخيفاً كهذا الكلام، وعيناك داري ودار سلام، وكيف سمحت لنفسي بجرحِ شعور الرخام، وبيني وبينك؛ خبز، وملح، وشدو حمام.
- تلبسني حريراً على ملمس الرّوح، وألبسك عوسجاً على فروة أحزاني، نسيماً أختال في معابرك، وجمراً تنصّب في مجرى شرياني، أعوذ بك من صمت قافلتي؛ فتزج بي فيك، وتغدو سجّاني، وكلما رتقتك بعضاً يُرمّم بعضي أمعنت في شدخ الصّدوع بوجداني، إليك أمشي فوق الجمر حافيةً وأقدامك فوق الحرير، وتأباني، فإلى متى أظلّني داكنة بغيماتك، وأنت مُزهر دوماً بنيساني؟ وإلى متى تظلّ علّي بلون واحد، وأنت تختال بوفرة ألواني؟ وكلما شجَّ لي شوق وأدماني أصرخ كالبلهاءِ ما أغباني!.
- أحبّها وحنيني يزداد لها، عشقتها وقلبي يتألّم لرؤية دمعها، أفهمها حين أرى عينها، كم تمنيت ضمّها، كم عشقت الابتسامة من فمها، والضّحكة في نبرات صوتها، لا بل الرّائحة من عطرها، سألتها كم تشتاقي لي، فأجابت: كاشتياق الغيوم لمطرها، اشتياق الحمامة لعشّها، اشتياق الأم لولدها، اشتياق الليلة لنهارها، اشتياق الزّهرة لرحيقها، بل اشتياق العين لكحلها، اشتياق قصيدة الحب لمتيمها، بل اشتياق الغنوة للحنها، قلت لها: كل هذا اشتياق؟ قالت: لا، بل أكثر فأكثر، فأنتَ وحدك حبيبي في الدّنيا كلها، فرحت أتغنّى بسحرها، أغزل كلام الهوى بعشقها، ومن أشعار الهوى أسمعها، لا بل لأجلها أنا حفظتها، فاحترت بم أوصفها، قلبي؟ لا فسوف أظلمها، حبّي؟ ملكتي؟ صغيرتي؟ فكل هذا لا يكفي فأنّا في الحب أعبدها، فروح روحي أسكنتها، ومعبودتي في الحب جعلتها، فيا طيور الحب أوصلوا لها، سلامي، حبّي، وبأنّي أنتظرها، يا كل العالم احكوا لها، عشقي، وهيامي، وكم اشتقت لقلبها.
- أنا أعشقك يا حبيبي وأنت آخر من أفكر به قبل أن أنام، أنا أعشقك يا حبيبي وأنت أول من يخطر ببالي بعد صحوة المنام، أنا أعشقك يا حبيبي وأنت الذي أراه في كل وجه، أنا أعشقك يا حبيبي وأنت الذي قلت للناس لن ولم أعشق سواه، أنا أعشقك يا حبيبي وأكاد أن أفقد عقلي، ولا أعرف ما الذي دهاه، أنا أعشقك يا حبيبي ومن أجلك سوف أبقى على حبّي ولن أنساه.
- كم أعشقُ تلك النظرات الصامتة التي تُشرق كالشمس من عينيكِ، فتذوّب ملامح وجهي بين ثنايا جفونكِ الغائرة، أعشقُ فيكِ كل شيء عفويتك، غيرتك، قسوتك، رقّتك، بسمتك، دمعتك، صمتك، حتّى طريقة جِلستك أعشقها، طريقة مشيتُكِ أعشقها، وكل ما أكرههُ هو مفارقتك، أعشقُ حروف اسمُكِ تحت أسنّة أقلامي، وأغارُ عليكِ من نفسي إن قبّلتُكِ في أحلامي، أغارُ على تلك الخدودِ الورديّة التي لطالما غارت منها ورود الربيع؛ فقلبي بدونكِ عقيمٌ لا يُنجبُ حُبّاً لأحد، وأنا بدونكِ بلا حياة.
- بعد أن أحببتك تغيّر كل شي في الأكوان، توقّفت الأرض عن الدوران، تكسّرت عقارب الأزمان، أصبح النّهر مالحاً، وغدا البحر عذباً، صار القمر شمساً، والشّمس أقماراً، تغيّر طعم قهوتي، عدت لزمن ولادتي، غيّرت موضوع قلبي، صار في اليمين بعد أن كان باليسار، رأيت الليل كالأنوار، ذبت في مياهِ الأمطار، وأطلقت سراح كل الأسرار بعد أن أحببتك، أرجو أن يحميني قلبك من كل الأخطار.