الطريقة العلميّة كثيراً ما يتردد الحديث عن الأسلوب العلمي والتفكير العلمي في حل المشكلات التي تطرأ على الساحة العامة أو في مجالات الأعمال والدراسة البحثية، ويعتبر البحث العلمي الأكاديمي هو المثال الأكثر انتشاراً على تطبيق الطريقة العلمية من قبل الباحثين والدارسين، ويتطلب إجراء أيّ بحث معرفة وثيقة بتلك الطريقة من أجل نتائج بحثيّة سليمة، كما يمكن أن تساعد معرفة تلك الطريقة على حلّ المشكلات الصغيرة التي تواجه الفرد بسهولة ودون الوقوع في فخ الأخطاء الناتجة عن التسرّع.
خطوات المعرفة العلميّة - يمكن تعريف الطريقة العلمية على أنّها الأسلوب المتّبع في طرح لأسئلة والإجابة عنها بين جموع الباحثين والأكاديميّين، لذا فإنّ أوّل درجة في سلّمها هي طرح الأسئلة، في المجمل تكون الأسئلة عامة لظاهرة لا يمكن للباحث تفسيرها، أو لفكرة لا يعلم الباحث إمكانية تنفيذها، وفي الأغلب يكون السؤال العلمي أكثر تخصصاً وناتج عن تعمق من الباحث في أحد مجالات البحث العلمية المختلفة.
- الخطوة التالية هي وضع فرضية للإجابة عن السؤال المطروح، ويجب أن يتحقّق شرط في تلك الفرضية وهو أن تكون قابلة للنفي، على سبيل المثال إن كان الباحث يرغب في معرفة تأثير أحد المركبات الكيميائيّة في علاج نوع معين من الأمراض، فإنّ الفرضية هنا ستكون بإمكانية نجاح المركب في علاج المرض، أو عدم تأثير المركب على المرض، ومن خلال إجراء التجارب تتمّ المقارنة بين نسب نجاح وفشل الفرضيّتين، ويصاحب وضع الفرضيات توقع نتائج مبدئية بناء على صحة الفرضية ورؤية الباحث.
- إجراء التجربة هو الشق العملي في الطريقة العلمية، ويمكن أن تختلف طبيعة التجارب بين فروع العلوم وأن تكون التجربة غير موجودة من الأساس في حالة الأبحاث النظرية في العلوم الإنسانيّة والاجتماعية، وبالنسبة للتجربة في العلوم التطبيقية فإنّ لها أسس منهجيّة لنفي أو تأكيد فرضية البحث، وذلك عبر التحكّم في المعطيات ودراسة النتائج مع توضيح تأثير تغيّر العوامل المختلفة على مسار ونتائج التجربة، ومن مزايا التجارب العملية كونها قابلة للتكرار ودراسة النتائج بشكل متغير باتّباع العديد من الطرق أهمّها التحليل الإحصائيّ.
- الخطوة الأخيرة في الطريقة العلمية هي استخلاص النتائج من البحث، ويتمّ في تلك الخطوة مقارنة نتائج الفرضية التي قامت عليها التجربة مع نتائج نفي الفرضية، مع اختلاف العطيات والنتائج، ومع استخدام التحليل الإحصائي لدراسة النتائج يمكن أن يستخلص الباحث أحد ثلاث نتائج رئيسية للبحث بشكل عام، فإمّا أن تنفي نتائج التجربة فرضية البحث وفي تلك الحالة على الباحث أن يطور فرضية جديدة، أو أن تدعم نتائج الفرضية، مع عدم وجود أدلّة علميّة كافية، وفي تلك الحالة على الباحث توقع نتائج جديدة والاستمرار في التجارب، والنتيجة الثالثة هي دعم نتائج الفرضية مع وجود أدلة كافية بما يثبت نجاح البحث.