الصلاة هي عمود الدين، وهي أول فريضة فرضت على المسلمين، بها تستقيم الحياة، وبتركها تختلُ كل القوى وينتشر الظلم والزور.
الصلاة هي ميزان النفس، وهي دليلُ الفطرة، وهي بوصلة الطريق في الحياة، متى كان الالتزام بالصلاة كبير كان مؤشر الحياة نحو الإيجابية يسير، ومتى كان الالتزام بالصلاة قليل سارت الحياة للهاوية شيئا فشيئا.
الصلاة الصادقة والصحيحة هي التي تحمي صاحبها من هَوى الحياةِ وشَرَكِ الشيطانِ وارتكاب المعصية، الصلاة الصادقة هي التي ترفع العبد لمنزلة الملائكية؛ فالصلاة مناجاة العبد لربه فمن لم تصلح صلاته لم تصلح علاقته مع ربه فلن تصلح حياته أبدًا وإن بدا له ظاهرٌ غير ذلك.
للصلاة أحكام، أحكامٌ في أدائها وقضاء الفائت منها، في جمعها وقصرها، في أركانها وشروطها وسننها، في الآذان لها والإقامة، والسرية منها والجهرية، لها أحكامٌ كثيرة سنتناول منها حكم إقامة الصلاة.
الأذان والإقامة هما إعلام للمسلمين بدخول وقت الصلاة فالأذان إعلامٌ للغائبين، أما الإقامة إعلامٌ للحاضرين للقيام للصلاة، وألفاظ الأذان معروفة كما وردت عن الرسول عليه السلام، أما الإقامة فهي باتفاق العلماء على أنها ذات الألفاظ التي في الأذان بالزيادة عليها قد قامت الصلاة؛ أما عن عدد مرات التكرار فالإجماع هو أن تكون ألفاظ التكبير والشهادة وحي على الصلاة وحي على الفلاح في الصلاة مرتين في الأذان، ومرة في الإقامة عند الحنفية وذلك باستشهاد ما قاله أنس رضي الله عنه : "أمر بلال أن يشفع في الأذان، ويوتر في الإقامة"؛ أما المذاهب الثلاثة الأخرى فذهبت إلى الشفع في الإقامة أيضا وذلك بدليل قول الرسول ضلى الله عليه وسلم: " يارسول الله رأيت في المنام كأن رجلا قام وعليه بردان أخضران، فقام على الحائط فأذن مثنى مثنى وأقام مثنى مثنى".
والإقامة هي سنة مؤكدة بإجماع العلماء، ولكن لا يجوز التهاون بها، بل القيام بها إذا لم يكن هناك كراهة، فالصلوات التي لم تذكر الإقامة قبلها صحيحة، ودليلُ أن الإقامة ليست بالواجبة أن الرسول عليه السلام عندما ذكر واجبات الصلاة في حديث المسيء بصلاته، ذكر الوضوء واستقبال القبلة وأركان الصلاة ولم يذكر الإقامة وهذا دليل عدم وجوبها وأنها سنة مؤكدة؛ وقد جاء في المغني لابن قدامه أنه قال: "وإن صلى مصلٍ بغير أذانٍ أو إقامة فالصلاةُ صحيحة".
وفي حكم جمع صلاتين، كصلاة الظهر والعصر بعد أن فاتت صلاة الفجر على المسلم وكان عليه ذنب يجب أن يكفره، فهل يقيم إقامة لكل صلاة أما إقامة واحدة؟، فقد كان الراجح أنها إقامة واحدة للصلاتين.
وأما عن الذي يقيم الصلاة أو الإقامة هو الذي أذن للصلاة وهو المؤذن، أما من يأمر بالإقامة فهو الإمام لأنه من سيصلي بالناس فقد روى أبو حفص بإسناده عن علي قال: "المؤذن أملك بالأذان، والإمام أملك بالإقامة".
المقالات المتعلقة بحكم اقامة الصلاة