كان حمزة رضي الله عنه شجاعاً في الجاهلية ، وزاده الإسلام شجاعة على ما به من شجاعة ، و قد فرح المسلمون بإسلامه و شعروا بالمنعة والقوة ، كيف لا وهو الذي وقف يتحدى عمر بن الخطاب حين طرق الباب على المسلمين في دار الأرقم بن أبي الأرقم ويقول : دعوه يدخل ، إن راد خيراً بذلناه له ، و إن أراد شراً قتلناه بسيفه
إن رسول الله يعلم هذه الخصلة في عمه رضي الله عنه ، فيختاره قائداً لأول سرية يرسلها لقتال قريش ، ومطاردة قوافلها التجارية ، وضربها اقتصادياً وعسكرياً
و في غزوة بدر أبلى بلاءً حسناً منذ بداية المعركة إلى نهايتها . لما عسكر المسلمون في بدر وبنوا حوضاً يتجمع الماء فيه فيشربون منه و لا يشرب المشركون ، فغاظ ذلك المشركون ومنهم الأسود بن عبدالأسد المخزومي وكان رجلاً شرساً سيء الخلق فخرج من صف المشركين فقال :أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهد منه أو لأموتن دونه، فخرج إليه حمزة بن عبدالمطلب فلما التقيا ضربه حمزة ضربةً قطعت ساقه وهو من دون الحوض فوقع على ظهره تشخب رجله دماً ، ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه فاتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض
وفي غزوة بدر أيضاً خرج ثلاثة من أبطال المشركين هم شيبة بن ربيعة و أخوه عتبة و الوليد بن عتبة يطلبون المبارزة فخرج لهم ثلاثة من الأنصار فسألوهم من أنتم ؟قالوا رهط من الأنصار فقالوا: لا حاجة لنا بكم، يا محمد، أخرج لنا أكفاءنا من قومنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا عبيدة بن الحارث ، وقم يا حمزة وقم يا علي ، فلما قاموا و دنوا منهم ، قالوا : من أنتم ؟قال عبيدة : أنا عبيدة وقال حمزة : حمزة،وقال علي: علي، قالوا نعم ، اكفاء كرام ،فبارز حمزة شيبة بن ربيعة فقتله ، و بارز علي الوليد بن عتبة فقتله ، و تبادل عتبة وعبيدة ضربتين كل منهما جرح صاحبه ، فكر حمزة وعلي على عتبة بن ربيعة فأجهزا عليه واحتملا صاحبهما إلى المعسكر و قد كان لهذه النتيجة أثر على الفريقين ، فقد رفعت معنويات المسلمين و انهارت بها معنويات المشركين و هم يرون ثلاثة من أصحابهم يصرعون على أيدي المسلمين
و قد كان حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه يعلم في الحرب بريشة نعامة ، وقاتل يوم بدر بين يدي رسول الله بسيفين ،وقال بعض الأسرى من الرجل المعلم بريشة نعامة؟قالوا :حمزة،قال: ذاك فعل بنا الأفاعيل
وعندما توجه ثلاثة آلاف من مشركي مكة وخلفائهم من القبائل العربية لقتال المسلمين و الثأر لقتلى قريش في بدر،وشاور رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في موقع المعركة ، فرأى الشيخ بأن يبقوا بالمدينة و أن يقاتلوا فيها و رأى الشباب بأن يخرجوا للقاء المشركين وقتالهم، وكانوا هم الأكثرية وكان يقودهم و يتزعمهم عم رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة رضي الله عنه. إذ كان شديد الرغبة في القتال ، فقال: والذي أنزل عليك الكتاب لا أطعم طعاماً حتى أجالدهم بسيفي خارج المدينة
وخرج رسول الله عليه الصلاة و السلام والمسلمون للقتال نزولاً عند رغبة الأكثرية ورأيهم ، واشتبك مع المشركين في قتال عنيف ، و قاتل حمزة والمسلمون قتالاً شديداً
مواضيع اخرى عن قصة حمزة بن عبد المطلباقرا المزيد عنقصة حمزة بن عبدالمطلب
اقرا المزيد عناسلام حمزة بن عبدالمطلب
اقرا المزيد عناستشهاد حمزة
اقرا المزيد عنفي رثآء حمزه بن عبدالطلب
المراجعد. محمد عبدالقادر أبو فارس, 1987. ثلة من الأولين . عمان -الاردن. دار الارقم للنشر والتوزيع
المقالات المتعلقة بجهاد حمزة بن عبدالمطلب