جسر غلطة

تبهرنا إسطنبول بمعالمها السياحيّة والأثرية الجميلة على مستوى العالم حيث تشتهر بحضارتها على مرّ التاريخ فهي تضمّ على الكثير من القلاع، والقصور، والمساجد، والكنائس، والجسور كونها مدينة ساحلية تقع على مضيق البوسفور، ومن أشهر معالمها وأهمّها هو جسر غلطة أو غالاتا.

يمرّ جسر غالاتا عبر خليج القرن الذهبي في الجهة الغربية لمدينة إسطنبول ويمتدّ هذا الجسر ليربط ما بين حي (قرة كوي) كاراكوي وحي (أمين أونو)، وسّمي بهذا الاسم نسبة إلى مقاطعة غالاتا التركية، ويأتي إلى هذا الجسر الكثير من السيّاح والزوّار لمشاهدة المعالم الأخرى التي تحيط به، وسنتعرّف معاً على معالم جسر غلطة التركي.

تمّ بناء جسر غلطة في عام ألف وثمانمائة وخمسة وأربعين في عهد السلطان العثماني عبد المجيد الثاني، وكان يُسمّى حينها بالجسر الجديد واستخدم الخشب في صنعه، وتعرّض للتلف وأّعيد ترميمه عام ألف وثمانمائة وثلاثة وستين في عهد أمير البحرية حسين أحمد باشا، ومع ازدياد المارّة بأعداد كبيرة تمّ بناء مركز للشرطة في طرف الجسر لضبط الفوضى والإشراف على الجسر ومنع التدخين عليه لحمايته من الحرائق.

في عام ألف وتسعمائة تمّ تشييد جسر جديد ثقيل يهتزّ مع حركة الماء وتمّ افتتاحه عام ألف وتسعمائة واثني عشر، وبعد عامين من افتتاحه تم إدخال القطار الكهربائي (تراماوي) لنقل المارة ما بين طرفي الجسر، وفي عام ألف وتسعمائة واثنين وتسعين تعرّض الجسر للحريق وتمّ استبداله بجسر آخر جديد وما زال يستخدم إلى الآن.

يبلغ طول جسر غالاتا أربعمائة وتسعين متراً بعرض اثنين وأربعين متراً، ويتكوّن الجسر من طابقين حيث يتألّف الطابق الرئيسي الأعلى من ثلاثة مسارات منها مسار للمركبات وللمشاة وللقطار الكهربائي (ترام)، وما يميّز هذا الطابق العلوي مشهد صيادي الأسماك الذين تترامى خيوط صناراتهم في البحر، وكذلك بالزوّار والسيّاح الراغبين في التقاط الصور التذكاريّة للمناظر الجميلة حول الجسر، وأمّا الطابق الأسفل فهو يعجّ بالكثير من المقاهي والمطاعم التي تقدّم الوجبات المختلفة بأنواعها وخصوصاً المأكولات البحرية والوجبات السريعة، وكذلك توجد المحلات التجارية، والباعة المتجوّلين الذين يبيعون المكسّرات والذرة المشوية، فالجسر ينبض ليلاً ونهاراً بالحركة دون كلل.

كون الجسر منطقة سياحية فهناك الكثير من الفنادق بالقرب منه ويبلغ عددها مائتين وثلاثة وثلاثين فندقاً حيث تخدم زوّار أهمّ المعالم المحيطة بالجسر مثل المسجد الأزرق، ومتحف آيا صوفيا الأثري، وكذلك السفن والعبارات التي تعبر مياه البوسفور، ومن أبرز الفنادق المشهورة هو ذلك الفندق المبنيّ على الطراز البيزنطي وهو فندق ليغاسي أوتومان في حيّ أمين اونو.

أمّا الوصول للجسر فيكون من خلال محطة ميترو مرمراي ومحطة ترام سيركجي التي تبعد مسافة مائة متر عن الجسر، وكذلك محطة كاركوي المفتوحة دائماً للزوّار.