جزيرة العرب قبل الإسلام

جزيرة العرب قبل الإسلام

الإسلام

جاء الإسلام بشريعته السّمحة، وتعاليمه النيّرة ليبدّد ظلام الجزيرة العربيّة التي بقيت لعقودٍ طويلة أسيرة المُعتقدات الضالّة، والأفكار السّقيمة البالية، ولقد آذن النّبي عليه الصّلاة والّسلام بمبعثه الشّريف ببدء مرحلةٍ جديدة لجزيرة العرب تتوحّد فيها القلوب وتتآلف نابذةً أسباب الفرقة، ولتعود النّفوس كما خلقها الله تعالى وفطرها أوّل مرّة موحّدة لله تعالى.

مظاهر الحياة في جزيرة العرب قبل الإسلام

لا شكّ بأنّ مظاهر الحياة في جزيرة العرب قبل الإسلام كانت تتّسم بسماتٍ معيّنة تعبّر عن عقليّة سكانها ومعتقداتهم، ويمكن أن نُلخّص حال الجزيرة العربيّة قبل الإسلام كالآتي:

  • انتشار الشّرك في الاعتقاد: فسكّان الجزيرة العربيّة قبل الإسلام كانوا يدينون دين الشّرك حينما ابتدعوا أصنامًا من الحجارة خلقوها بأيديهم وعبدوها من دون الله تعالى، وقد كان مُعتقدهم في ذلك أنّهم يعبدونها لأنّها تقرّبهم إلى الله زلفى، وحينما دخلت جحافل المسلمين إلى مكّة فاتحين أحصى المسلمون ما يُقارب من ثلاثمائة صنم حول الكعبة تهدّمت وتحطّمت بأيدي الموحّدين.
  • التّفاخر بالأنساب والأحساب: فأهل الجزيرة العربية كانوا يحبّون التّفاخر بالأنساب ويعتبرونها عزًّا لهم وجاهًا.
  • تعظيم الشّعر والشّعراء وأهل الخطابة والبيان: فقد كان سكّان الجزيرة العربيّة يتفاخرون فيما بينهم بالبلاغة، وكانت تُعقد سنويًّا أسواق يجتمعون فيها لأجل إلقاء الشّعر والمنادمة، وقد كانوا يعلّقون أشعارهم المُميّزة على أستار الكعبة كالمعلّقات العشر الشّهيرة.
  • انتشار المعاصي والذّنوب: فلم يكن هناك ثمّة رادع أخلاقي وديني يمنع سكان الجزيرة العربيّة من اقتراف الذّنوب والمعاصي، فقد كانت للزّانيات عندهم بيوتٌ يعرفون بها من خلال راياتٍ خاصّة ترفع عليها، كما انتشرت عندهم عادة شرب الخمر.
  • انعدام الأمن في الجزيرة العربيّة قبل الإسلام: فقد كانت قبائل العرب تعتدي بعضها على بعض، وتنهب بعضها قوافل بعض، وتُستباح الدّماء، وتوقد الحروب لأسباب واهية مثل حرب داحس والغبراء، وحرب البسوس وبعاث وغيرها.
  • تعظيم السّحرة والمشعوذين، والإيمان بالنّجوم: فقد كان سكان الجزيرة العربيّة يُعظّمون أمر السّحرة والمشعوذين ويلجؤون إليهم كثيرًا ظنًّا منهم أنّهم يعلمون الغيب من دون الله، كما كانوا يخشون الجنّ فإذا نزلوا واديًا قالوا نعوذ بالله من سيّد هذا الوادي إشارةً إلى الجن، وأمّا النّجوم فقد كانوا يرقبونها ويحدّدون مصير قراراتهم واختيارهم على مواقعها في أبراجها .
  • انتشار التّجارة ورعي الأغنام: فقد اشتهر سكان الجزيرة العربية بحبّهم للتّجارة والاشتغال بها، وقد كانوا يُنظّمون لأجل ذلك قوافل إلى اليمن والشّام ويعقدون الصّفقات مع التّجار فيها وبما ينمّ عن عقليّتهم التّجاريّة التي صقلتها الظّروف الصّعبة التي كانت بها سكّان الجزيرة العربيّة آنذاك .

المقالات المتعلقة بجزيرة العرب قبل الإسلام