جزيرة أرواد في سوريا

جزيرة أرواد في سوريا

جزيرة أرواد

تسمى لؤلؤة البحر المتوسط، وهي جزيرةٌ سوريةٌ صخرية البنية صغيرة المساحة، تقع على بعد 5 كيلومتراتٍ من شاطئ مدينة طرطوس الساحلية، كانت قبل 4000 عام من الآن مملكةً ذات قوةٍ ونفوذٍ انطلق منها الفنيقيون لتأسيس حضارتهم العريقة، ، وتتميز بطابعها التحصيني العسكري، حيث القلاع الإسلامية والصليبية وبقايا السور العملاق، وأمّا حرفة سكانها فهي صناعة القوارب، والأشغال اليدوية الصدفية، بالإضافة إلى مهنة الصيد.

يبلغ عدد سكان الجزيرة 10.000 نسمةٍ موزعين على ثلث مساحة الجزيرة البالغة 25 هكتاراً، وهي بذلك الجزيرة السورية الوحيدة المأهولة، وسكان الجزيرة مقسومين إلى قسمين: سكان الجهة القبلية، وسكان الجهة الشمالية، وحيث يتكلم كلّ قسمٍ لهجةً تختلف عن الأخرى مع أنّها لا تفصل بينهم سوى عشرات الأمتار.

مناخ وجغرافية أرواد

مناخ الجزيرة متوسطي بحري، أمطاره شتوية وخريفية وربيعية يصل معدلها إلى 800 مترٍ، وأمّا متوسط درجات الحرارة فيتراوح بين 27 درجة مئوية و7 درجات. وأمّا نسبة الرطوبة فهي عالية تصل إلى 90٪ صيفاً و 60٪ شتاءً. وتتعدد الجهات التي تهب منها الرياح ولكلٍّ منها تسمية محلية على النحو الآتي:

  • الملتم: من الجنوب الغربي.
  • الشلوق: من الجنوب الشرقي.
  • التحتاني: من الشمال.

أما جغرافية الجزيرة، فبنيتها صخريةٌ تتألف من توضعاتٍ طينية حديثة تعود للحقبة الجيولوجية الرابعة والتي تغطي صخوراً رملية تعرف بحجر الرملة، وتعود إلى العصر البليوسيني من الحقبة الثالثة، تليها طبقاتٌ من صخور المارن والغضار والكلس من العصر الكريتاسي من الحقبة الثانية، بينما تنعدم المياه العذبة السطحية والينابيع، إذ يعتمد السكان على مياه الأمطار بالدرجة الأولى، وعلى المياه العذبة المنبجسة من قاع البحر على شكل ينابيع تعرف باسم الفوارات وهي أقدم ينابيع بحرية عرفها الإنسان، وقد كان الماء يؤخذ منها بوساطة قمعٍ من الرصاص شبيه بالجرس متصل بأنبوب جلدي.

أرواد في التاريخ

ذكرت جزيرة أرواد في رسائل تل العمارنة باسم أرادوس، وبالوثائق الفنيقية باسم أرفاد أي الملجأ، وقد كانت الجزيرة محاطةً بمدنٍ تسمى بنات أرواد، في النصف الثاني من الألف الثالث وقد احتلها سرجون الأول مؤسس الدولة الأكادية، وفي معركة قادش كانت في صف الحثيين ضد المصريين، فيما تعرضت بعد ذلك لسيطرة ملوك آشور، لتصبح بعد ذلك جزءاً من الإمبراطوية الأخمينية الفارسية، ثمّ سقطت أمام غزو الاسكندر المقدوني، وهكذا وتعاقب عليها السلوقيون، فالرومان، فالبيزنطيون، فالفرنجة الصليبيون، فالعثمانيون، إلى أن تمّ توقيع معاهدة سايكس بيكو فخضعت للاحتلال الفرنسي في عام 1917 ميلادي إلى أن صارت اليوم جزءاً من الجمهورية العربية السورية.

المقالات المتعلقة بجزيرة أرواد في سوريا