جزر راجا أمبات

جزر راجا أمبات أو ما تعرف أيضاً بجزر الملوك الأربعة، هي عبارةٌ عن مجموعةٍ من الجزر التي تقع قبالة الطرف الشمالي الغربي لشبه جزيرة رأس الطائر الموجودة في جزيرة غينيا الجديدة، حيث تتبع هذه الجزر لمقاطعة بابوا الغربية في إندونيسيا، وتعرّف هذه الجزر على أنّها عبارةٌ عن أرخبيل يضمّ ما يقارب 1500 جزيرةٍ صغيرة، بالإضافة إلى الجزر المنخفضة، وتتميز الجزر الأربعة بأنّها محاظةٌ بالسطوح الرملية وهذه الجزر هي: ميسول، وسالاواتي، ووايجيو، وباتانتا، وبالإضافة إلى جزيرة كوفياو الصغيرة، وهذه الجزر تمثل الأراضي التي تقع في أقصى شمال قارة أستراليا، ومن ناحيةٍ تاريخيةٍ فإنّ جزر رامبات كانت تعتبر جزءاً من ملكية تيودور، حيث كانت مملكةً قديمةً عرفت بنفوذها الكبير بين جزر الملوك، وبعد غزو هولندا لهذه الجزر طالبت بها هولندا على اعتبارها جزءاً من ممكلة هولندا.

يعمل سكان هذه الجزر بالصيد بشكلٍ رئيسي، حيث يعيشون في تجمعاتٍ قبليةٍ صغيرةٍ منتشرة في كافة أنحاء الجزر، وتتميّز هذه التجمعات بمحافظتها على الثقافة التقليدية القديمة، كما أنّهم يتميزون بحبهم للزوار والضيوف وتعتبر الديانة المسيحية هي الديانة السائدة هناك.

تتميز هذه الجزر باحتوائها على العديد من الموارد الطبيعية المتركزة في المحيطات؛ ممّا يجعلها منطقةً سياحيةً مؤهلة لاستقبال الزوار بدرجةٍ كبيرة، وتعتبر هذه الجزر من الأماكن العشرة في العالم التي تسود فيها نشاطات الغوص الشعبية وفقاً لبعض المصادر، وتحتلّ هذه الجزر المرتبة الأولى بين الجزر من ناحية التنوع البيولوجي تحت سطح الماء وذلك وفقاً للإتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، كما أنّ عمليات المسح البحري التي أقيمت في هذه الجزر أشارت إلى تنوع الحياة البحرية، حيث إنّ التنوع فيها جعلها تفوق العديد من المناطق المشهورة مثل: مثلث المرجان الذي يتكون بشكلٍ أساسيّ من كلٍ من إندونيسيا، والفلبين، وبابوا، وغينيا الجديدة، فمن المعروف بأنّ مثلث المرجان يعتبر قلباً للتنوع البيولوجي في العالم نظراً لغناه بالعديد من الشعاب المرجانية.

إنّ المستعمرات المرجانية تزداد في المنطقة خاصةً عند وجود زيادةٍ نسبيةٍ في درجات الحرارة الخاصة بسطح البحر، كما تتميّز الشعاب المرجانية في هذه الجزر بامتلاكها مقاومةً نسبيةً تمكنها من مواجهة الأمراض المختلفة، مثل: مرض ابيضاض المرجان، وأمراض الشعاب المرجانية التي تهدد حياة النظم البيئية المرجانية الأخرى في جميع أنحاء العالم، وأكثر ما يميز هذه الجزر أنّها بعيدةٌ نسبياً عن تدخلات البشر ممّا ساهم في الحفاظ على البيئة هناك والتنوع الجيولوجي.

تحتوي الجزر على ما يقارب من1309أنواع من الأسماك، بالإضافة إلى ما يقارب 537 نوعاً مختلفاً من المرجان، حيث إنّ 96% من إجمالي المرجان الصخري الموجود في إندونيسيا يوجد في هذه الجزر، بالإضافة إلى ما يقارب من 75% من إجمالي الأنواع الموجودة في العالم، كما تحتوي هذه الجزر على699 نوعاً من الرخويات، بالإضافة إلى مجموعةٍ متنوعةٍ من الأحياء البحرية الرائعة، حيث تتميز العديد من المناطق بوجود تجمعاتٍ هائلة من الأسماك، ومشاهد معتادة لأسماك القرش، مثل: سمك القرش من نوع وبيغونغ، والوصول إلى هذه الجزر ليس بالأمر الصعب، إلّأ أنّه قد يستغرق بعض الوقت أو ما يقارب الستة ساعات في الطائرة من جاكرتا العاصمة الإندونيسية حتّى سورونغ، ثمّ قارب للوصول إلى الجزيرة.