(أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنّة، وأشار بإصبعيه السبّابة والوسطى)، هذا أحد أحاديث رسولنا الكريم محمد، صلّى الله عليه وسلّم التي تبيّن عِظَم أجر كفالة اليتيم، حيث جعلها الله من الأدوية التي تعالج أمراض النفس البشريّة، وبها يتّضح المجتمع في صورته الإنسانيّة والأخويّة التي وُجِدَ إسلامنا لتحقيقها.
اليتيم هو من مات عنه أبوه وهو جنين في بطن أمه، أو هو صغير لم يبلغ الحلم، ويستمر وصفه باليتم حتى يبلغز حذّر الإسلام بشكل كبير إهانة اليتيم بأي نوع من الأذى أو الإهانة، فقد جعل النبي صلي الله عليه وسلم حق الضعيفين: اليتيم، والمرأة من أولى الحقوق بالرعاية والاهتمام، وقد أكّدت الآيات القرآنيّة لمرات عديدة على عدم الاقتراب من مال اليتيم، إلّا بما يعود عليه بالنفع والخير، وشددت على عقوبة أكل مال اليتيم بغير وجه حقّ، فجعله من الموبقات الّتي تنتهي بفاعلها إلى نار الله الموقدة.
الفرق بين الكفالة والتبنييُواجه عدد كبير من الناس صعوبة في التفريق ما بين الكفالة والتبني، فالفرق واضح فيما يتعلق بإلحاق النسب.
الكفالةتتمثل بالإحسان إلى اليتيم وإكرامه والإنفاق عليه دون إلحاق نسبه إلى الشخص الكافل. فيقول الله سبحانه وتعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)، فالآية صرّحت بالفئات التي يجب تركيز الإنفاق عليها، ومن ضمنها اليتيم، وهو خُلق إسلامي حسن ورفيع، لما له من فائدة كبيرة تقع على شخص مسكين، لذلك إعتبرها الله سبحانه وتعالى من أفضل الأعمال وأقربها إليه.
التبنييتمثّل بإلحاق نسب الطفل المُتبنّى بنسب من ضَمّهُ إليه، أي اعتباره بمثابه إبن حقيقي للأسرة، وقد كان منتشراً في الجاهليّة قبل ظهور الإسلام، وكانت بمثابة عادة لدى الرومان واليونان الأقدمون، حيث كان أشبه بعقد يجري بين الطّرفين، ويلتزمان به أملاً في تحقيق أهداف معيّنة لكلا الطّرفين، وقد حذّر منها الإسلام بشكل قطعيّ فلا يجوز إلحاق النسب إلّا لأفراد العائلة الفعليّين.
فضل إكرام اليتيمالمقالات المتعلقة بتقرير عن كفالة اليتيم