تعتبر مسألة حقوق الإنسان في العالم اليوم من أهم المسائل والقضايا التي تحتاج إلى البحث والتدقيق اليوم، فيواجه عالمنا من بعد نهاية الحرب العالمية الثانية الكثير من المسائل التي سارت بالعالم إلى إقرار عدد من الاتفاقيات الدولية المتعددة، حيث كان أشهرها اتفاقية جنيف لحقوق الإنسان في الحرب، واتفاقيات الأمم المتحدة الحقوقية، وغيرها من الاتفاقيات.
يعد البحث في حقوق الإنسان مسألة حساسة جدًا، لما يتضمنه من الفروق الهائلة بين الحقوق الأخلاقية والحقوق القانونية، فتعتبر الحقوق الأخلاقية تعمل على توفير الحقوق عالميًا لكل البشر دون وجود لائحة قانونية أو مشرّع يقوم بتشريع تلك الحقوق كالذي يحدث في الحقوق القانونية.
من أهمّ الحقوق الإنسانية المشهورة في العالم هي حق البشرية في العيش السليم والعمل والتنقل وحقهم في التعلم، فإنّ هذه الحقوق مكفولة إنسانيًا في كلّ العالم فهي تعدّ من الحقوق المهمة جدًا لضمان حياة كل إنسان في سلام وأمن وتقدم.
من الصفات الرئيسية لحقوق الإنسان أنّها عالمية وأولويتها عالية جدًا وطنيًا وقوميًا، ومستقلة، حيث تخرج من مصدر إنساني بحت دون وجود أي مشرع أو مؤسس لتلك القوانين، فهي معتمدة على الأصل الأخلاقي للإنسان، ويهدف القانون الأساسي لحقوق الإنسان تحديد الحقوق الأساسية لكل إنسان، وتحديد الضروريات الإيجابية والسلبية لكل إنسان، وتعريف الأساسيات المحددة لشكل ومحتوى وهدف كل من الأصول البشرية والأخلاقيات العامة، وحماية الأفراد بتوفير جميع احتياجاتهم الأساسية.
وتهتم حقوق الإنسان بجوانب متعددة، حيث يهتم الإعلان الحقوقي بالجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية جميعها من أجل حفظها ودعمها لجميع فئات المجتمع والبشرية. أمّا عن الحقوق القانونية فإنّها تصدر بشكلها الأساسي من عنوان الدستور، وتحميها قوة القانون، وتكون حقوق محددة بتحديد النص القانوني المشرع لها فقط، وهي مقتصرة فقط على البلدان التي شرعت ذلك القانون في دستورها، في حين أنّ الحقوق الأخلاقية لا تتبع الحس الدستوري في النص، وهي عالمية لجميع البشر، ومستقلة لا يشرعها أحد.
أنواع كثيرة تتضمنها حقوق الإنسان مثل: الحقوق الليبرالية، وحقوق الادعاء، وحقوق السلطة والقوة، وقانون الحصانة الدبلوماسية، وهذه الجوانب الأربعة تختلف بالنسبة للمجال الذي أدرجت له.
يحتوي القانون الدولي الحقوقي على خمسة مجالات رئيسية يعمل على حفظها: حقوق الحياة، وحقوق الحرية، وحقوق المشاركة السياسية، وحقوق الأمن والحماية، والحقوق الأساسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويهدف الإعلان القانوني إلى الحفاظ على المساواة بين جميع أطياف المجتمع، حيث يعطي الحق في الحماية، وإعلان الحقوق الإنسانية لكل شخص آخر.
من الحقوق التي يكفلها القانون الدولي الحقوقي في جوانبه المختلفة، ففي جانب حقوق الحياة، فإنّه يسمح لكل البشر بحقهم في الحياة دون أيّ تمييز بين أيّ لون أو عرق أو جنسية أو دين، وفي الحرية يسمح بحرية التعبير وحرية الاعتقاد، أمّا في حقوق المشاركة السياسية، فإنّها تعطي الحق في الترشح والانتخاب، وأمّا في حقوق الأمن والحماية، فإنّها تتمثل في حق كلّ إنسان في الحصول على الأمن على نفسه وبيته وماله، أمّا في الحقوق الأساسية فهي تهدف الحقوق المتعلقة بالجانب الاقتصادي، حيث يحافظ كل إنسان على ماله وعمله ودخله ويتحصل عليه بطريقة شرعية، وحقّ الجميع في تكوين الأسرة وامتلاك مجتمع سليم دون اغصاب من أحد. أمّا على الجانب الثقافي، فإنّ كل إنسان من حقه التمتع بثقافته الخاصة دون إجبارٍ من أحد.
المقالات المتعلقة بتقرير عن حقوق الانسان