تعلم حفظ القرآن الكريم

واحدةٌ من أجلِّ النِّعم التي نحيا بها وعليها هي نعمة القرآن الكريم؛ كتابُ الله وكلامُه المُعجِز، نورُ طريقنا ورفيقُنا المؤنِس، روحُ أرواحنا ودواؤها المُبهج، نعمةٌ لن نستطيعَ إلى شكرها -حقّ الشكر- سبيلًا !

القرآن الكريم معجزةُ سيّد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أنزله الله عليه وتكفّل بحفظه من أي عبثٍ أو تحريف؛ حيث قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحِجر:9]؛ فالحمدل له صاحب الجود والإنعام والفضل والإكرام الذي يسّر للنبي صلى الله عليه وسلم وللصحابة والتابعين من بعده وأعانهم على حفظ كتابه في السطور وفي الصدور كذلك، فَلِحفظِه في الصّدور أهميّة كبيرة ومنزلة عظيمة نرنو إليها جميعًا، ونعمل جاهدين لنصل إليها، فمن منّا لم يتمنَّ يومًا أن يكون حافظًا لكتاب الله تعالى عاملًا بما حفظ؟!

كان حُبّنا لكتابنا الكريم -وسيبقى- الباعثَ الذي يجعلنا دومًا متشوّقين لِجَمعِه وحملِه في صدورنا ليكون لنا نورًا نمشي به بين العالمين

• أخلِص النيّة لله تعالى.
• خصّص وقتًا للحفظ وذلك في كل يوم؛ وكلّما بكّرت فيه كان أفضل وأدعى للبركة.
• خذ نفسًا عميقًا من حينٍ إلى آخر أثناء حفظك.
• اقرأ الصفحة التي تريد حفظها حاضرًا، وحاول أن تستجمعَ كل حواسك لتشارك معك في هذه الخطوة؛ انظر بعينيك، وحرّك لسانك، واقرأ بصوتٍ عالٍ، واسمع بأُذنيك، ثمّ استشعر معنى الآيات بذائقة روحك.
• بعد أن تقرأ كامل الصفحة أكثر من مرّة تهيّأ لتثبيتها في عقلك وركّز، ابدأ بالآية الأولى منها واحفظها -بالتكرار- ثمّ بعد أن تتمّها انتقل لما بعدها وافعل كما فعلتَ مع الأولى ثمّ اجمعهما معًا ثمّ الثالثة، وهكذا إلى أن تبلغَ نهاية الصفحة.
• الزَم التكرار، لا تغفل عنه؛ فكلّما كرّرت أكثر استقرّ الحفظ في عقلك أكثر، جرّب ألّا يقلّ تكرارك عن سبع مراتٍ للصفحة الواحدة، وزِد على ذلك تجدُ الخير الكثير، إن فعلتَ هذا سيغدو حفظك لسورة البقرة سهلًا مكينًا كحفظك لسورة الفاتحة وقِس عليها.
• لا تَدَع ما حفظتَه يدخل بوابة النّسيان، إياك أن يتفلّت منك، راجِع دومًا، خطّط ونظّم جدولك واجعل في يومك وِردًا للمراجعة وآخر للحفظ؛ بحيث ألّا يمرّ على ما حفظت أكثر من أسبوع دون مراجعة وتثبيت، وحاوِل كثيرًا أن تقرأ في النّوافل ممّا حفظت.
• التأجيل والتسويف عدوّان؛ تنبّه أن يغلباك وحافظ على جهدك بالعزم على الاستمرار.
• احفظ مع غيرك، تعاهدوا الحفظ بينكم، سيساعدك ذلك كثيرًا على الثبات.
• عليك بالدّعاء؛ فدون الاستعانة بالله وتوفيقه وهدايته لن تصل إلى مُرادك، اسأله أن ييسّر لك من حيث لا تحتسب وأن يعينك على بلوغ الغاية، إنّه على كل شيء قدير.