التاريخ يعتبر التاريخ مفهوماً يشير إلى تطور الأحداث والمراحل الحياتيّة، وما يتخللها من إنجازاتٍ وتجارب تستحق التوثيق والتأريخ، كما تسمى مجموعة الأنشطة والحقب الزمنيّة المدونة من وقتٍ إلى آخر بالتاريخ، حيث يبدأ بتحديد الوقت وينتهي بتحديد نقطةِ انتهائه أيضاً، لكنّ الإنسان لم يتمكن في بعض الحُقب الزمنيّة الأولى من تأريخ حياته خلالها إلا بعد اكتشاف الكتابة، وفي هذا المقال سنتحدث عن عصور ما قبل التاريخ.
عصور ما قبل التاريخ هي العصور التي سبقت اكتشاف حروف الأبجديّة الأولى أو الكتابة، ويصعب علينا التعرّف على الملامح الكليّة لهذه العصور؛ بسبب عدم قدرة الإنسان على توثيق تلك الحقبة الزمنيّة لغياب الوسائل التي تمكنه من ذلك، فقد اقتصرت على الرسوم التعبيريّة أو التصويريّة التي كانت القبائل الأولى والشعوب القديمة تنقشها على جدران الكهوف التي تسكنها، أو على أحجار مدافن موتاهم، وما زال العلماء حتى اليوم يجوبون العالم بحثاً عن مزيدٍ من الدلائل حول حياة الإنسان في هذه العصور.
أقسام عصور ما قبل التاريخ تنقسم عصور ما قبل التاريخ إلى خمس فتراتٍ زمنية: وهي:
- الفترة الضاربة في عمق التاريخ: وتتراوح ما بين سبعين مليون سنة ومئة ألف سنة، ويُذكر أنّ ظهور الإنسان على الأرض بدأ قبل نحو مليونين ونصف المليون سنة.
- الفترة المتوسطة ما قبل التاريخ: تتراوح ما بين مئة ألف عام وثلاثين ألف عام، وفي هذه الفترة ظهر الإنسان الماهر أو ما يُعرف ب(النياندرتال) وهو الذي يتميّز بقوة بنيته الجسديّة، وهو الإنسان البدائي، وأحد أنواع جنس(هومو) الذي استوطن أوروبا، وأجزاء من غرب آسيا، وآسيا الوسطى، ثم الإنسان الحديث القادر على التعامل مع محيطه، واستثمار موارد الأرض لمصلحته، وبحسب بعض النظريّات فإن انتشاره على الأرض بدأ من قارّة إفريقيا.
- الفترة العليا ما قبل التاريخ: هي الفترة الواقعة ما بين ثلاثين ألف عام وعشرة آلاف عام؛ وفيه اختفى النياندرتال، وانتشر الإنسان الحديث في جميع أرجاء الأرض.
- فترة الـ Epipaleolithic Era: هي الفترة الواقعة ما بين عشرة آلاف عام و خمسة آلاف وخمسمائة عام قبل الميلاد، وكان يعيش الإنسان ضمن جماعات، فيما كان مصدر الرزق هو زراعة الأرض، وتذكُر التواريخ أنّ الإنسان في قارّة أوروبا عاش على الصيد وجمع ثمار الأشجار.
- فترة الـ Predynastic Period: الممتدة ما بين خمسة آلاف وخمسمائة وثلاثة آلاف ومائة عام قبل الميلاد، حيثُ قامت الحضارات الأولى على ضفاف الأنهار خلال هذه الفترة، وظهرت العديد من الأنشطة الإنسانيّة والإنتاجيّة كابتكار أدواتٍ لزراعة الأرض وجني المحاصيل، وصناعة النسيج، واختراع الكتابة.