العنف ضد المرأة إنّ مفهوم العنف ضد المرأة يستخدم للإشارة إلى أي أفعال عنيفة تمارس بشكل متعمد أو بشكل استثنائي تجاه النساء، حيث عرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة العنف ضد المرأة بأنّه أي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس الجنس، والذي يسبب للمرأة إيذاءً أو ألماً جسدياً، أوجنسياً، أو نفسياً، ويشمل أيضاً التهديد بهذا الاعتداء، والضغط، والحرمان التعسفي للحريات، سواء ذلك في الحياة العامة أم الخاصة.
أسباب العنف ضد المرأة - تعتبر المرأة من العوامل الرئيسية للعنف والإضطهاد، حيث إنّ خضوعها وسكوتها كردة فعل لذلك يجعل الطرف الأخر يأخذ بالتمادي والتجرأ أكثر فأكثر.
- الجهل وعدم المعرفة بكيفية التعامل مع الطرف الآخر وعدم احترامه، والاختلاف الثقافي الكبير بين الزوجين بالأخص إذا كانت الزوجة هي الأعلى مستوى ثقافياً، مما يولد الاختلال وعدم التوازن للزوج كردة فعل له، ويحاول دائماً شتم زوجته وإهانتها حتى بالضرب.
- أسس التربية العنيفة التي نشأ عليها الفرد هي التي تولد لديه العنف، حيث تشكل لديه شخصية تائهة وضعيفة وغير واثقة، مما يؤدي إلى تحول هذا الضعف في المستقبل إلى العنف حيث يستقوي على الأضعف منه وهي المرأة.
- الأفكار والتقاليد في ثقافات الكثيرين التي تحمل في طياتها الرؤية الجاهلية لتمييز الذكر على الأنثى، مما يؤدي إلى تصغير الأنثى ودورها ويعطي دائماً الحق للذكر للهيمنة والسيطرة، وممارسة العنف على الأنثى منذ الصغر، وتعويد الأنثى دائماً على التقبل والرضوخ إليه.
- المشكلات البيئية التي تضغط على الإنسان، كالازدحام، ومشكلة السكن، وزيادة السكان، جميعها تتسبب في إحباط الفرد، حيث لا تساعده على تحقيق ذاته والنجاح فيها، كتوفير العمل المناسب للشباب، وذلك يدفع الشخص نحو سلوك ممارسة العنف إلى من هو أضعف منه مثل المرأة.
- الأقوال والأمثال التي يتداولها العديد من الناس في المجتمع عامة، بما في ذلك النساء أنفسهم، وذلك يعطي الذكور الحق في التمادي ضد النساء مثل، قول المرأة عند ضربها من قبل الرجل: (ظل رجل أحسن من ظل حيط)، بالإضافة إلى دور وسائل الإعلام المختلفة التي تساهم في تدعيم التمييز ضد المرأة في البرامج التي تبث وتستغل بشكل غير سليم.
- الخلل المادي الذي يواجه الأسرة والفرد، والتضخم الاقتصادي الذي ينعكس على المستوى المعيشي لكلّ من الفرد والأسرة، حيث يكون من الصعب الحصول على لقمة العيش، وجميعها تضغط على الطرف الآخر ويكون عنيفاً، ويوجه غضبه على المرأة، ويدفع المرأة لتقبل هذا العنف لأنّها لا تتمكن من إعالة نفسها وإعالة أولادها.
علاج مشكلة العنف ضد المرأة - القوانين والتشريعات الإلهية التي تعطي المرأة كامل حقوقها وكرامتها وعزتها، لقول الله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ ) [البقرة: 228]، حيث ينظر لها كإنسانة لها ما للرجل، وعليها ما عليه.
- تطبيق هذه القوانين الإسلامية من قبل المسؤولين، كالحكومات والمتصدين للأمور، ومعاقبة من يقوم بالعنف ضدها، حتى تشعر المرأة بالأمان.
- التوعية المجتمعية في المجتمع بشكل عام لمعرفة المرأة لحقوقها، وكيفية الدفاع عنها، وصناعة كيان واعي ومستقل لوجودها.
- توعية وسائل الإعلام المرئية ، والمقروءة ، والمسموعة، التي تبث العديد من الثقافات الى المجتمعات، لتقوم هذه الوسائل بالتغطية اللازمة لذلك.
- إنشاء المؤسسات التي تعلم الأزواج الجدد على كيفية التعامل الصحيح مع بعضهما، ومراعاة حقوقهما المتبادلة تجاه بعضهما.