تعريف تربية الابناء

تعريف تربية الابناء

مقدمة

تختلف الطرق ولكن الهدف واحد، فكل إنسان يعيش في بيئة مختلفة عن البيئة التي يعيشها غيره من الأشخاص، فلا يمكننا الحكم على مجموعة من الأشخاص بنفس الطريقة، ومن أجل الوصول إلى أفضل النتائج كان واجبًا على الإنسان أن يتبع أفضل الطرق من أجل الوصول إلى الهدف والمقصد من كل التعب الذي أراد بذله، وهنا في هذا السياق كان لنا وقفة في تربية الأبناء التي يتعب فيها الآباء و تأخذ كل وقهم و جهدهم آملين أن تثمر هذه الشجرة التي قامو بسقايتها طول عمرهم.

تعريف تربية الأبناء

كانت تربية الأبناء هي المهمة الأصعب على مدار سنوات طويلة من التعب والشقاء من أجل الوصول إلى أفضل الطرق من أجل الحصول على التربية السليمة، ولكن اختلفت الطرق أيضًا وتعددت الوسائل التي أدت إلى تشكيل أكثر من طريقة من أجل تربية الأبناء، كما أن التكنولوجيا باتت واحدة من أهم الأمور الخطيرة التي تواجه الآباء، إضافة إلى الكثير من المشكلات الأخرى التي أصبحت بمثابة عقبات أمام العديد من الآباء والأمهات.

كما نعلم بأنّ التربية الصحيحة هي بمثابة البذور التي يزرعها الوالدان من أجل الحصول على الزرع الجيد، وإن صلحت البذور وصلحت طريقة الزراعة كانت النتائج من أفضل ما يكون، والمزارع هنا هما المجتمع والوالدان، ولكن للأسف مع تقدم التكنولوجيا، ومع تقدم العلم باتت الكثير من المشاكل التي تعيق الحصول على التربية السليمة للأولاد، ولا زال الأمر جاري الدراسة عليه من أجل الوصول إلى طريقة صحيحة من أجل التربية.

ومما سبق يمكن أن نوجز تعريف تربية الأبناء، بأنها العملية التي تتكون من المربيين والأبناء، وطريقة التربية، والمربيين هنا هم الأسرة والمجتمع والذين يقومون باستخدام أفضل الطرق المبتكرة حديثًا من أجل تربية الأبناء، وكل عملية تواجه العديد من المشكلات والعقبات، ولكن يكون هنا واجبًا على الآباء أن يحاولوا حل جميع المشكلات التي تواجه الأبناء من أجل الحصول على التربية السليمة.

ويعتبر الهدف من عملية التربية الصحيحة هي الحصول على مجتمع متماسك ومجتمع متمسك بالعقيدة الإسلامية، والقيم والمبادئ، وذلك من أجل تفادي جميع الأمور التي تعرض المجتمع للانهيار، ويعتبر الأبناء هم اللبنة التي تكون المجتمع، وإن صلحت هذه اللبنة كان المجتمع قويًا ومتماسكًا.

أهم المشاكل التي تواجه الآباء
  • من أهم المشاكل التي تؤثر سلبًا على الآباء و الأبناء في التربية، هي محاولات الابن أو الابنة المراهقة الحصول على الحرية الشخصية، وهذا الأمر يسبب الاحساس بحالة من الضيق بالنسبة للأب والأم والابن والابنة، حيث أن الآباء كانوا قد اعتادوا على السيطرة على أبناؤهم في مرحلة الطفولة، وأن يقوم الأبناء بفعل جميع الأشياء التي يراها الآباء صوابًا دون نقاش، ولكن اليوم أصبح الابن أو الابنة يريد الحصول على السرية التامة في حياته دون أن يحاول أحد الوالدين معرفة الأمر، كما أنهم قد يعتبرون الأمر أشبه بالتجسس والتعدي على الحرية الشخصية، ويعاني الآباء من مشكلة القلق الدائم على الأولاد في حالة تم إعطاؤهم الحرية الشخصية، كما أن الأولاد يشعرون بالضيق نتيجة تكرار الأسئلة عليهم، ومن أفضل الطرق لحل هذه المشكلات، هي مرافقة الأبناء من أجل التعرف على مشكلاتهم على أنهم أصدقاء لهم وليسوا آباء، وتجنب إلقاء الأوامر على الأبناء، وذلك يعتبر بالأمر السهل، فيجب أن يكون الأب صديقًا لابنهم، والأم صديقة لابنتها، كما يجب التخلي عن ثقافة العيب أثناء التعامل مع الأبناء، لأن هذا الأمر سيجعل الأبناء ينفرون من آبائهم.
  • مشكلة رفاق السوء، وهذه المشكلة الأكثر خطرًا، حيث أن المرء على دين خليله، فيصاحب الابن أو الابنة مجموعة من الأصدقاء الفاسدين، وهنا تبدأ الخطورة في محاولة جر الأبناء إلى الطريق الخاطئ، ونجد أن معظم حالات الإدمان بين الشباب، أو الاسقاط بين الفتيات سببها هو رفاق السوء، ويمكن حل هذه المشكلة من خلال مراقبة الأبناء من بعيد دون أن يشعروا بذلك، ويجب تجنب إلقاء الأوامر على الأبناء من خلال أمرهم بقطع علاقاتهم بهؤلاء الأصدقاء، فذلك سيتسبب في مرافقتهم لهم دون علم الأهل، كما يمكن أن يتحدث الأب مع أولاده خلال ساعات الفراغ عن أهم المشاكل التي يسببها رفقاء السوء، شارحًا العديد من العواقب التي تعود على الأبناء من خلال فعل ذلك، واصطحاب الأبناء إلى الندوات التي تتحدث عن الادمان على الخمر أو المخدرات حتى يكون الأولاد على دراية بالأمر، كما يجب أن تتحدث الأم مع الفتاة عن حالات الاغتصاب، ويجب أن تتطرق الأم في الحديث مع ابنتها عن أمور العلاقات الجنسية حتى لا تلجأ الفتاة للحصول على ذلك من خلال رفيقات السوء، والتي قد تحصل على بعض المعلومات الخاطئة فتكون سببًا في هلاكها.
  • مشكلة أوقات الفراغ التي يعيشها الأبناء، وهذه المشكلة قد تسبب عواقب لا يحمد لها البتة، حيث أن أولى خطوات الوقوع في الفساد هي الحصول على الكثير من أوقات الفراغ، فتبدأ الفتاة أو الشاب باللجوء إلى الانترنت من أجل الحصول على بعض التسلية، الأمر الذي قد يكون خطيرًا بعد الشيء، وهنا يكمن دور الآباء في سد وقت فراغ الأبناء، فيجب ألا ينشغل الآباء عن أولادهم، ولا ضرر من عمل رحلة ترفيهية ما من أجل امتاع أبنائهم، أو أن يقوموا بالسفر إلى مكان ما من أجل الحصول على بعض الاستجمام، كما يمكن أن يقوم الأب بالجلوس لساعات طولة مع الأولاد من أجل الحديث معهم والترفيه عنهم، إذ يجب ألا يحصل الأولاد على أوقات فراغ، كما يمكن أن يتقرب الأب من أولاده من أجل معرفة ما يحبون من أجل القيام به، ويعتبر انشغال الأب والأم عن الأولاد من أخطر الأمور.
  • مشكلة الأموال، حيث أن الأبناء وخصوصًا الأولاد يكونوا بحاجة إلى الأموال من أجل الترفيه مع أصحابهم، يجب ألا يكون الأب بخيلًا مع أولاده، وأن يعطيهم المال، لأن عدم الحصول على المال من الوالدين قد يجعل الأولاد يبحثون عن وسائل غير مشروعة من أجل الحصول على الأموال، ولكن لا يعني الأمر أن يقوم الأب بإعطاء ابنه المراهق الكثير من المال دون مراقبة، لأن المال الكثير والدلال يفسد الأولاد، إذ أن خير الأمور الوسط.
  • افتقار الوازع الديني، فنجد أن الآباء لا يهتمون إلى أولادهم إن كانوا قد صلوا أم لا، وأنهم صغار لا يحاسبون الآن، الأمر لا يقتصر على العمر، حيث أن التربية الدينية هي أفضل أنواع التربية التي قد يحصل عليها الأولاد، فنشأت الأولاد في المساجد تضمن لهم حسن المستقبل، وتربية الأولاد على كلام الرسول وكلام الله هي أفضل الطرق، كما أن الاهتمام بهذا الأمر منذ الصغر يكون أفضل من أن يقوم الأب بأخذ ابنهم إلى المساجد وهو كبير، فيجب أن يكبر الفتى ليجد قلبه معلقًا بالمساجد.
  • وأخيرًا هناك حالات يصعب التعامل معها، حينها يجب أن يتجه الآباء إلى المسؤولين في علم التربية الحديثة من أجل الحصول على التوعية، ومن أهم ما يجب التنبيه إليه هو أن يبتعد الآباء عن العنف مع أولادهم.

المقالات المتعلقة بتعريف تربية الابناء