عبد الله بن المقفّع كاتبٌ خَلّده التَّاريخ كأحد أبرز الكُتّاب من أصل فارسيٍّ، وُلد في قريةٍ تُسمّى جور من بلاد فارس، وأُطلق عليه اسم رُوْزَبَه بن دَاذَوْيه، معتنقًا للدِّين المجوسيّ على مذهب المانويّة الذي يعتقد بوجود إلهين للكون: إله النور وإله الظلمة، وبقي يُدعى بهذا الاسم الفارسيّ حتى دخل في الإسلام فدُعي عبد الله وكنيته أبو محمدٍ.
والده دَاذَوْيه دخل في الإسلام ولُقّب بالمُقفّع الذي تقفّعت يده، أي تيبَّست من شدّة التَّعذيب الذي تعرّض له من قِبل الحجاج بن يوسف الثَّقفيّ- والي العراق وبلاد فارس- عندما مدّ دَاذَوْيه يده إلى مال الخَراج المسؤول عنه؛ فلُقّب بالمقفّع.
تلقّى ابن المقفّع الثَّقافة الفارسيّة في قريته جُوْر وأتقن اللُّغة الفارسيّة قراءةً وكتابةً، ثُمّ رحل إلى البصرة لتعلّم الثَّقافة العربيّة عن طريق اختلاطه بآل الأهتم الذين عُرفوا بالفصاحة والخَطابة؛ فأصبح محطّ أنظار الأمراء والوُلاة فقلَّدوه وظائف كتابيّة؛ فكتب لعدّة ولاةٍ منهم: عمر بن هبيرة والي العراق في عهد هشام بن عبد الملك الأمويّ، وكتب لسُليمان بن علي وعيسى بن علي عميّ الخليفة المنصور العباسيّ.
الشخصية والأخلاقعبد الله بن المقفّع من أقوى الشَّخصيات الأدبيّة عُرف عنه سعة العِلم، والذَّوق الرَّفيع، والتَحلّي بالمنطق في كلامه وتعابيره، كما اشتهر بالتَشدّد في الأخلاق وصيانة النَّفس وحفظها من الوقوع في الرَّذيلة، والكرم، والحفاظ على الصَّداقة والوفاء للصَّديق. أُخذ على ابن المقفّع من قِبل بعض المؤرخين أنّ إسلامه كان لضمان مصالحه، وأنّه بقي شديد الولاء لقومه الفُرس وشديد الكُره للعرب.
الثقافة والمؤلّفاتابن المقفّع كان واسع الثَّقافة؛ فمزجت ثقافته الفارسيّة بالعربيّة باليونانيّة؛ فألّف العديد من الكُتب بناءً على هذه الثَّقافة ومنها:
توفّي عبد الله بن المقفّع مقتولًا على يد سفيان بن معاوية والي البصرة من قِبل الخليفة المنصور؛ فقيل إنّه أعدّ تنورًا وبدأ بتقطيع أعضائه عضوًا عضوًا ويلقيه في التَّنور.
تعددّت الأسباب وراء مقتل ابن المقفّع ومنها:
المقالات المتعلقة بتعريف بعبد الله بن المقفع