يتشكَّلُ جسمُ الإنسانِ على مراحلَ مختلفةٍ بتباين واضح، تختلف فيه نشأتهُ الجسديَّة والعقليَّة والنفسيَّة والسُلوكيَّة، ويَطغى فوق جميع هذه الاختلافاتِ الجوهريَّةِ نموَّهُ الجسميِّ والبدني المُطَّرِد، ابتداءً من مراحلِه الجنينيَّة الأولى حتَّى يَبلُغ ما يبلغ من عمرٍ، ويهتمّ العلماءُ بصورة عامَّة بدراسة أنماطِ التغيُّرات التي تَطرأُ على الإنسانِ خلالَ مراحل نموِّه وما يُصاحبُ ذلك من خصائص تميّز كل مرحلةٍ من مراحل حياتِه، بالإضافة إلى تغيُّر احتياجات الفرد ومُتطلّباته وتأثيراتِ البيئة المُحيطة فيه وتأثيره فيها، وتسعى الدراسات والبحوث التي ينتهجها الباحثون إلى تحديد آلياتٍ مُعيّنة لفهم طبيعة كل مرحلة من مراحل نموِّ الإنسانِ بهدفِ التغلُّب على ما يُرافقُ تلك المراحل من صعوباتٍ ومشاكل مُرتبطةٍ بتعليمِ الأفراد وتنشأتِهم واستعداداتهم ودوافعهم خلالَ مرورهم بتلك المراحل.[١]
يختلف العُلماءُ في تقسيم مراحلِ نمو الإنسانِ وحدودِ تلك المراحل، ويتَّفق البعض على بدءِ التَّقسيمِ بمرحلةِ الإخصابِ وتكوُّن الجنين، ثمَّ انتهاء تلك المراحل بالشَّيخوخةِ، وبين ذلك تقسيماتٌ مختلفة.[٢] ويمكن إجمالُ مراحل النموّ الإنسانيّ بما يأتي:[٣]
يُشير مفهوم الطفل إلى معانٍ وإشارات مُختلفة ومُتعدّدة تصف على الأغلب مرحلةَ زمنيّة من عمر الإنسان، وتَعرض القواميس والمعاجم والمنظَّمات الدوليّة تعريفاتٍ مخصوصةٍ تتميَّزُ كلها بسماتٍ مُعيّنة تتّفقُ مع رسالة المنظَّمة أو الجهة المُعرِّفة لمفهوم الطّفل، ومن هذه التعريفات ما يأتي:
طِفلٌ بِكسرِ الطاءِ وتسكينُ الفاء، كلمة مفرد جمعها أطفال، وهي الجزء من الشيء، والمولودُ ما دامَ ناعِماً دونَ البلوغ، والطّفل أول الشيء، والطفل أولُ حياة المولودِ حتى بلوغه، ويطلق للذكر والأنثى.[٤]
أمّا مفهوم الطفل في الاصطلاح فإنَّه مبنيٌّ على المرحلة العمريّة الأولى من حياة الإنسانِ والتي تبدأُ بالولادةِ، وقد عبَّرت آياتُ القرآنِ الكريم عن هذه المرحلة لتضع مفهوماً خاصّاً لمعنى الطفل، وهو كما جاء في قوله تعالى: (ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً)،[٥] إذ تَتَّسمُ هذه المرحلة المُبكّرة من عمر الإنسانِ باعتمادِه على البيئة المُحيطة به كالوالدين والأشقّاء بصورة شبه كليَّة، وتَستمرّ هذه الحالة حتَّى سنَّ البلوغَ.[٦]
يُطلق مصطلح الطفلِ بناءً على قاموس أكسفورد على المولود البشريّ حديث الولادة حتى يبلغ سنَّ الرشد، وينطبقُ ذلك على الذكر والأنثى، وتُدعى المرحلة التي يعيشها الطّفلُ مرحلة الطّفولة.[٧]
يُعرِّف قاموس لونجمان الطّفل بأنّه الفرد صغير السنّ الذي لم يصل بعد لحالة البلوغ، ويُحددُ القاموس بداية مرحلة الطّفولة ابتداءً بالولادة حتّى سن البلوغ.[٨]
اعتمدت الاتفاقيَّة الدوليَّة لحقوق الطفل تعريفَ الطفلِ بأنَّه (كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه)، ولا تُحدِّدُ اتفاقيّة حقوقِ الطفلِ في تعريفها السنّ العُمريّ للطفلِ على إطلاقه، إنّما تُظهِر المرونة في تعريفها من خلال إلزامِ الدّولِ المُوقِّعة على الاتفاقيّة والبالغ عددها 192 دولةً حتى شهر نوفمبر من العام 2015م على تحديد النقطة المَرجعيّة للإعمار عند ظروفٍ ومُتطّلباتٍ مخصوصة، كالسن القانونيّة لعملِ الأطفالِ وتعليمهم، وتنفيذ الأحكام الصّادرة بحقِّهم، أو سجنهم، أو ما يُشابه ذلك من ظروفٍ مُتعلِّقة بالمَرحلة المُحدَّدة في تعريف الاتفاقيَّة.[٩]
يعرضُ علم النفس مفاهيم جديدةً تتعلَّق بتعريف الطّفل، إذ يعتمد في تعريفه للطفل على دراسة التّفاعلات المُتغيّرة في سلوكات الأطفال وعقولِهم ضمن المرحلةِ التطوُّريَّة التي يمرُّ بها الجنين أثناء تخلُّقه قبل الولادة وامتداداً لمرحلة المُراهقة، ويَشمل تعريف علم النّفس للطفل مُتغيّرات النموّ الجسديّ والتّنمية العقليّة، وما يُصاحب ذلك من سلوكاتٍ وتطوُّرات عاطفيَّة واجتماعيَّة.[١٠]
ويُعرِّف علماء النفس الطّفل بأنَّه الإنسان مُكتمل الخلقة والتّكوين الذي لم يصل بعد لمرحلة النّضج، ولم تَظهر عليه علاماتُ البلوغ، مهما امتلك ذلك الفرد من قدراتٍ ومُميّزاتٍ عقليَّة وسلوكيّة وعاطفيّة، ويصفُ علماءُ النفس بلوغ الطفلِ بإحدى حالتين:[١١]
اختلف علماء الاجتماع في تعريفهم لمفهوم الطّفل وتحديد ماهيته، وبرز في ذلك اتّجاهات عديدة منها:[١٢]
يُعرَّف الطفلُ بيولوجيّاً بأنَّه الفرد الذي يقع في طور النّضوج، ابتداءً من مراحله الأولى في حالة الرضاعة حتّى مرحلة البلوغ.[١١]
المقالات المتعلقة بتعريف الطفل