هو أحد موضوعات أو أغراض الشعر التي نظم فيها الشعراء فيما يعرف بالشعر العذري، وهو لونٌ من ألوان الشعر الذي يعبر عن المشاعر ذات الطابع العفيف والطاهر، ويصف الشاعر من خلاله لوعته في الحب، وآلامه جراء فراق محبوبته، وعواطفه الجياشة تجاهها بدون فحش التصوير، أو الحديث عن محاسنها الجسديّة وصفاتها المحسوسة، وقد سُمِيَ هذا الشعر بالعذري نسبةً لقبيلةٍ حملت اسم "عُذرة" كانت موجودةً في الجاهليّة، واشتهر أبناؤها برقّة مشاعرهم وكثرة العشاق منهم، والذين تميّزوا بالصدق في عواطفهم، حتى أنه قد قيل بأنهم كانوا يموتون حباً.
خصائص الشعر العذريللشعر العذري مميزاتٌ تجعله يختلف عن غيره من أنواع الشعر الأخرى، وتتلخّص فيما يلي:
يعتبر قيس بن الملوح من أشهر شعراء هذا النوع من الشعر، والذي اشتهر باسم مجنون ليلى نسبةً لحبيبته ليلى العامرية، وكثير عزّة، بالإضافة إلى جميل بن معمر والذي اشتهر باسم جميل بثينة، وقيس بن ذريح وغيرهم كثير.
أمثلة على الشعر العذريهنا سيتم إيراد بعضٍ من الأمثلة على أبياتٍ شعريةٍ قيلت في هذا النوع من الشعر:
أما عاهدتني يا قلب أني
إذا ما تبت عن ليلى تتوبُفها أنا تائبٌ عن حب ليلى
فمالك كلما ذُكِرَت تذوبُتعلق روحي روحها قبل خلقنا
ومن بعد ما كنا نطاقاً وفي المهدِفزاد كما زدنا فأصبح ناميا
وليس إذا متنا بمنتقض العهدِولولاها فتاةٌ في الخيام مقيمةٌ
لما اخترت قرب الدار يوما على البعدِمهفهفةٌ والسحر في لحظاتها
إذا كلّمت ميتاً يقوم من اللحدِيجدر بالذكر أن فترة الجاهلية هي بداية الشعر العذري، وقد اتّصفت تلك الفترة الزمنية بالغنى الذي ساد القبائل، ولما جاء الإسلام هذّب نفوس الناس وزرع التقوى في قلوبهم الأمر الذي أدى إلى الاختفاء النسبي لهذا النوع من الشعر، وقد بلغ الشعر العذري أوج تميّزه وإبداعه في ظلّ العصر الأموي نظراً لانتشار حياة الثراء والترف والبذخ في ذاك الزمان.
المقالات المتعلقة بتعريف الحب العذري