تعريف التلوث المائي

التّلوّث المائي هو وجود عناصر دخيلة في الماء، فتغيّر من خصائصه الطبيعيّة كوجود رائحة، أو تغيّر في اللون، أو تغير كيميائي، ونظراً لأهميّتة، وكونه العنصر الأساسي لاستمرار جميع أنواع الحياة على سطح الأرض، فإن تلوثه يشكل خطراً على حياة هذه الكائنات، والمياه لها عدّة أنواع بحسب أماكن تواجدها، فمنها المياه السّطحيّة التي قد تكون ثابتة نسبيّاً كما في البحار والمحيطات، ومنها ما هو جارٍ مثل الأنهار، والمياه الجوفيّة، أما أنواعها حسب طبيعتها فهما نوعان؛ المياه المالحة، والمياه العذبة، وكل هذه الأنواع تتعرض لمخاطر التّلوّث.

ينقسم التّلوّث المائي إلى نوعين أساسيين، وهما:

• التّلوث الطّبيعي: وهو التغيير الذي يحدث على المياه بسبب عوامل طبيعيّة بغض النّظر عن نوع الملوث هل هو عضوي أم لا، مثل زيادة كميّة التّبخر في البحيرات الموجودة في الأماكن الحارّة، ممّا يزيد من نسبة الأملاح فيها، أو بسبب تواجد كائنات حيّة في الماء.
• التّلوث الكيميائي: هذا النّوع من التّلوّث خطر للغاية، وينتج عن ذوبان بعض الكيماويّات في الماء، وهي في الغالب مسبّبات بشريّة.

هناك العديد من المواد التي تسبب تلوّث المياه، وأهمها:

• مياه الصّرف الصّحي: تحتوي مياه الصّرف الصّحي على أنواع متعددة من الملوّثات، ممّا يجعلها الخطر الأكبر على نقاوة المياه، فمنها ما هو بيلوجي مثل الكائنات التي تسبب الإصابة بالملاريا، والحمّى الصّفراء، والتهاب الكبد، والدّيدان المعويّة بأشكالها، والسلامونيلا، ولكوليرا، وفضلات الجسم من عرق، وبول، وبراز، ومنها ما هو كيميائي مثل المنظّفات المستخدمة في المنازل.
• النّفط: يستخدم النّفظ على نحو واسع في جوانب الحياة المختلفة، ونظراً لغنى بعض الدّول به، وفقر الأخرى، يتم نقله بحريّاً بواسطة ناقلات عملاقة، وكثيراً ما يحدث تسرّب لهذا النّفط في البحار والمحيطات، إضافة إلى اكتشاف العديد من الآبار في قيعان هذه المسطّحات المائيّة، وهذه العمليّة تترك مخلّفاتها في البحر، فيقضي على الحياة فيه، كنفوق الأسماك التي تعد من الأغذية المهمّة للإنسان.
• الملوّثات الزراعيّة: يستخدم الإنسان مجموعة واسعة من الأسمدة الزراعيّة الكيمائيّة، والطبيعيّة، بالإضافة للمبيدات الحشريّة في إنتاج المحصول الزراعي، وكل هذه المواد تحتوي على ملوّثات مثل الأملاح السّامة، والهيدروكربونات التي تتسرب إلى مصادر المياه المختلفة.
• الملوّثات الصناعيّة: ينتج عن المصانع العديد من المخلّفات أثناء العمليّة الإنتاجيّة سواء التّصنيع الغذائي، أو التّعدين، أو تكرير النّفط وغيرها الكثير من الصّناعات، وهي بالغالب مواد سامّة، مثل الرصاص، والزنك، والزئبق، والنترات، ويتمّ التّخلصّ منها في معظم الدّول بسكبها في مياه البحار، أو المحيطات، أو في أراضٍ واسعة، ممّا يتسبب في تلوثين وهما تلوّث التربة، وتلوّث المياه جرّاء تغلغلها في طبقات الأرض، علاوة على ذلك فإن النّفايات الإشعاعيّة يتمّ التّخلّص منها عن طريق طمرها في الأرض، ممّا يجعل أثرها كبيراً على المياه الجوفيّة.