العمل هو امتهان الفرد لمهنة معينة تفيد المجتمع، والعمل هو أسلوب حياة ومهم جداً للإنسان فمن خلاله يمكن للفرد جلب المال وتكوين شخصية للنفس وقيمة أمام الآخرين، والشخص العامل يحترم من الجميع لمّا يقوم به من جهد ويقدم شيء في مجاله، والعمل بجميع أنواعه يعتبر عبادة سواء كانت المهنة وزير أم محامي أم مدرس أم عامل نظافة أم موظّف، فكل تلك المهن يقدم الشخص فيها أقصى ما لديه، حتى يثاب على ما يقوم من نفسه ومن الآخرين، ويشعر براحة الضمير إنْ أتمّ مهماته على أكمل وجه.
لقد رفع الإسلام من قيمة الشخص العامل واعتبر أن العمل هو عبادة يقوم بها الفرد ابتغاء مرضاة الله، وندّد بالكسل والتواكل وحثّ على العمل والتوكل لجلب الرزق والابتعاد عن سؤال الناس والحاجة لهم، ولم يحدّد الإسلام نوعَ العمل الذي يجب على الفرد، أن يقومَ به بل أباح جميع الأعمال ما دامت حلالاً ليس فيها أخذ لحقوق الناس ولا التعدّي على حرية الآخرين، وقد كان الأنبياء -عليهم السّلام- وهم أعظم خلق الله يعملون بأيديهم، فمنهمْ من كان راعياً للغنم، ومنهم مَن عمل في صهر الحديد وغير ذلك.
وهنالك ما يجب أن يتنبه له الشخص، أن هناكَ ما هو أهمّ من العمل؛ إتقانه وإتمامه بأفضل حال، حتى يستحق الشخص المقابل المالي الذي يستحقه، وليس مجرد أنه يريد أن ينتهي من الشيء وينجزه في أسرع وقت على حساب جودة العمل، وهذه النقطة تقع على عاتق العامل، ومن خلالها يتم تحديد مدى نجاحه ونشاطه والجهد الذي يبذله، والعمل المنجز على أتمّ حال يأتي من خلال رغبة العامل بما يقوم به.
لذا يجب أن يأخذ الفرد بعين الاعتبار دائماً أن يعمل بما يرغب وتحبّه نفسه، ولا يعمل غصباً أو بالإكراه حتى وإن كان محتاجاً للمال، لأن لكل شخص مهنته التي يحترف بها ولا بد أن يجدها، أما ما يقع على عاتق الشخص صاحب العمل فيجب أن يحفز العاملين دائماً على العمل، ويقدم لهم المكافآت ويعطيهم أجرهم فور الانتهاء من العمل وذلك ما أوصى به رسولنا الكريم بقوله: (أعطِ الأجير أجره، قبل أن يجف عرقه)، وعدم الإيقاع الظلم بالعامل واستهلاك قواه وإهانته والتنكيل به.
العمل مهم جداً فهو أحد أسباب البقاء في الحياة، ومن خلاله يرتقي الإنسان ويطور من نفسه ومجتمعه ويحسن من وضعه الاجتماعي والثقافي، ويشعر بالحيوية والطاقه طيلة الوقت.
المقالات المتعلقة بتعبير عن العمل