تسخير البكتيريا لصناعة الانسولين

تسخير البكتيريا لصناعة الانسولين

لابد لك عزيزي القارىء أن تتعرف قليلا عن كيفية اكتشاف البكتيريا وتصنيفات العلماء لها، ومن هنا يمكننا القول أنه تزامن ظهور علم الأحياء الدقيقة بشكل عام والبكتيريا بالأخص بعد اكتشاف المجهر على يد العالم لوفنهوك في القرن السابع عشر، وكان الإنسان يتأثر بهذه الكائنات دون أن يراها ويعرف أنها تسبب المرض، واستعمل بعضها في عملية التخمر، وفي القرن التاسع عشر اكتشف باستور وجود البكتيريا اللاهوائية، وتوصل إلى أن التسخين إلى درجة 62 إلى 63 درجة سيليزية ولمدة نصف ساعة يقتل هذه الكائنات المجهرية؛ وتعد البكتيريا إحدى أنواع الكائنات الحية وحيدة الخلية وبدائية النواة.

وكان أول من اكتشف العلاقة بين البكتيريا والمرض هو الطبيب الألماني كوخ، وأوضح في اكتشافه أن البكتيريا النامية خارج الجسم يمكن أن تسبب المرض.

وهناك أماكن رئيسية لوجود البكتيريا حيث أنها تنتشر في جميع البيئات مثل الهواء، الماء، التراب؛ كذلك تعيش في داخل بعض الأجهزة لأجسام الكائنات الحية أو على سطوحها؛ كما يمكنها أن تعيش بشكل ممرض كما في الأغشية مثل أغشية السحايا وبعض البكتيريا الممرضة في بطانة الأنف.

أما عن تصنيف البكتيريا فقد صنف العلماء البكتيريا حسب النوع إلى البكتيريا الحقيقية، والبكتيريا القديمة، والبكتيريا الخضراء المزرقة، إضافة إلى البكتيريا النباتية؛ وصنفها العلماء حسب الشكل إلى البكتيريا الكروية، والبكتيريا العصوية، والبكتيريا اللولبية.

وللبكتيريا العديد من الفوائد في الصناعات المختلفة ومنها:

  • تستخدم في صناعة المضادات الحيوية التي تساعد في علاج بعض الأمراض.
  • تخمير المواد العضوية وإنتاج الكحول والإنزيمات الهاضمة التي تستخدم في التنضيف.
  • تستخدم في أبحاث علمية مثل أبحاث الجينات، والهندسة الجينية، ويكون من نواتج ذلك اللقاحات الطبية، والهرمونات.
  • تستخدم لإنتاج بعض البروتينات التي تكون وحيدة الخلية التي تستخدم كأعلاف للحيوان.
  • تصنيع بعض المواد الغذائية مثل الجبن.
  • تصنيع الأدوية مثل المضادات الحيوية والأنسولين.

وهذا ماسنتحدث عنه اليوم لقد كان الأنسولين في البداية يتم تصنيعه بواسطة استخلاصه من البنكرياس الحيواني وعلى الأخص بنكرياس المواشي لأنه أجدى فاعلية لتعويض الهرمون لمرضى السكر، فالأنسولين الذي في الخنازير يوجد به حمض أميني واحد مختلف عن الأحماض الأمينية للإنسان، والأنسولين البقري يختلف بثلاثة أحماض أمينية، وأيضاً الأنسولين المستمد من أسماك القرش كان يستخدم على نطاق واسع قبل إدخال سكروز الأنسولين البشري، ولكنه كان مسبب مباشر للحساسية كرد فعل لدى عدد قليل من الناس.

قام العلماء بعدها بتعديل إنزيم الأنسولين كيميائياً ونجحوا في تحويله إلى أنسولين بشري فهو نظير بديل ومفضل في الطب، فإنسولين الخنازير أصبح بعد التعديل أنسولين بشري، حيث قامو بإزالة نوع واحد فقط من الأحماض الأمينية الجانبية وإضافة كيميائية صحيحة من أجل تغيير خصائص تناظرية.

وبهذا نكون قد عرفنا أن الله عز وجل لا يخلق أي شيء بلا فائدة، بل لكل شيء نفع لتعمير الأرض وتحسينها، فسبحان الله فيما خلق.

المقالات المتعلقة بتسخير البكتيريا لصناعة الانسولين