تحدّثت سورة هود عن دعوة النّبي هود عليه السّلام إلى قوم عاد و هم من الأقوام الذين أهلكهم الله تعالى نتيجة طغيانهم و كفرهم بالله و عدم إطاعة نبي الله إليهم و هو هود عليه السلام ، قام النّبي هود كغيره من الأنبياء ببذل الجهد الكبير لدعوة قوم عاد إلى الإيمان بالله تعالى لكنهم رفضوا ذلك و قوم عاد من الأقوام الذين تعاقبوا بعد هلاك قوم نوح و كان يتصف قوم عاد بأجسامهم الكبيرة كما قال الله تعالى ( و زادهم في الخلق بسطة) و كانوا يسكنون في منطقة إرم التي وصفها الله تعالى في قوله في سورة الفجر (ألم ترَ كيف فعل ربُّك بعاد * أرمَ ذات العماد * التي لم يُخلق مثلها في البلاد) وهذه المدينة تقع في صحراء اليمن .
كان عذاب الله تعالى لقوم عاد عندما رفضوا الإيمان بالله تعالى ، بإن الله تعالى أهلكهم بريح صرصرٍ عاتية،قوم عاد هم قوم جبارين تجبّروا و تمرّدوا على سيدنا هود عليه السّلام و كانوا يصرّون على عبادة الأوثان و الأصنام التي لا تسمن و لا تغني من جوع ، لكن نبي الله لم ييأس من دعوة قومه الجبابرة إلى الله تعالى و كان يبشرهم بعذاب الله إن لم يتبعوه و لكنهم سخروا منه و شاءت إرادة الله تعالى بنصرة نبيه هود و المؤمنين الذين آمنوا معه أن ينجوا من عذاب الله تعالى لقوم عاد ، فبدأ عذاب الله تعالى لقوم عاد عندما إنحبس المطر عنهم و أصابهم الجفاف و أمرهم هود عليه السّلام أن يطعيوه لكن العناد أصباهم ، و ذهب بعضهم إلى مكة حيث كانوا يعلمون إن الدّعاء في مكة مستجاب فاستجاب الله تعالى و استعجل بعذابهم ، و عندما أقبلت سحابة سوداء عليهم تأمّلوا خيراً ، لكن هيهات هيهات هذا العذاب الذي كنتم به تستعجلون ، فسلّط الله تعالى عليهم ريح صرصرٍ لمدة سبع ليالي حسوما و ريح صرصرٍ تعني الرّيح الباردة شديدة السّرعة التي عندما تهب تستطيع أن تحمل أي شيء ترفعه و تسقطه بقوة على الأرض ، و لم يبقى منهم شيء بعدها فشبههم الله تعالى بجذوع النخل الخاوية المتكسرة بفعل الرّيح ، قيل إن الرّيح قضت عليهم حتى و هم في بيوتهم و قضت على دوابهم أيضاً و لم يبقى منهم شيء فكانت تلك نهاية قوم عاد الذين كانوا يفكرون بأنهم بعيدين كل البعد عن عذاب الله تعالى .
و بعذاب قوم عاد عبرة لمن يعتبر كانوا قوم أولي بأس و أجسامهم ضخمة لكنهم لا حول ولا قوة أمام عذاب الله تعالى عندما جاء ، يذكر إن سورة هود من السّور التي شيبت رسول الله صلى الله عليه و سلم لأنها تحدثت عن عذاب الأمم و أهوال يوم القيامة .