يعتبر نبات الكتان الذي يحمل الاسم العلميّ (Linum usitatissimum) من النّباتات الحوليّة، وهو ينمو حتى ارتفاع 120 إلى 150 سم، ويتميّز بأزهاره التي تحمل لوناً أزرق سماويّاً، كما أنّه يتميّز ببذوره بيضاويّة الشكل بنيّة اللون،[١] والتي اشتهرت منذ القدم باستخداماتها، حيث استخدمها المصريّون القدماء في الأغراض العلاجيّة وكغذاء.[٢]
وتحتوي بذور الكتّان على ثلاثة مكوّنات رئيسيّة تمنح فوائدها الصحيّة، وهي حمض الألفا- لينولينيك الدهني، والألياف الغذائيّة الذّائبة في الماء وغير الذّائبة في الماء، ومركبات الليجنان، وتدخل بذور الكتّان حاليّاً في العديد من الصّناعات الغذائيّة، مثل صناعة المخبوزات والبسكويت والفطائر وغيرها.[٣]
ويشيع استعمال بذور الكتان بين العديد من الأشخاص لتخفيف الوزن، وهم يدّعون فعاليّة كبيرة لها في هذا الاستخدام، وعلى الرّغم ممّا يمكن أن يحيط بهذا الادّعاء من مبالغة، إلا أنّه يمكن لبذور الكتان أن تحمل بعض التأثيرات النّافعة في خسارة الوزن، والتي يهدف هذا المقال لتوضيحها.
بذر الكتان لتخفيف الوزنفي بداية الحديث عن العلاقة بين بذر الكتّان وخسارة الوزن، لا بدّ من التّذكير بأنّ علاج السُّمنة والوزن الزائد يتطلّب اتباع حمية صحيّة مصممّة لخسارة الوزن، والتي يجب أن تحتوي على سعرات حراريّة أقلّ من السعرات التّي يحرقها الجسم، هذا بالإضافة إلى أهميّة زيادة مستوى النّشاط البدنيّ، وتعديل نمط الحياة والسلوكيّات الخاطئة المتعلّقة بتناول الطعام وممارسة الرياضة وغيرها بشكلٍ تدريجيّ، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنّه لا يوجد حلٌّ سحريّ أو حمية سحريّة لخسارة الوزن،[٤] وعلى الرغم من ذلك فإنّه لا بأس من دعم استراتيجيّات خسارة الوزن السّابقة ببعض الطرق المساندة، مثل استعمال بذور الكتّان أو غيرها، طالما يتمّ استعمالها بجرعات صحيحة، ولكن في جميع حالات استخدام العلاجات البديلة لا بدّ من استشارة الطبيب والتأكّد من عدم تعارضها مع الحالة الصحيّة أو الأدوية المتناولة.
ومع ازدياد انتشار مشكلة السّمنة وزيادة الوزن والمشاكل الصحيّة النّاتجة عنها، يسعى الباحثون لإيجاد حلول بديلة لعلاج السّمنة، وبالنّسبة لدور بذر الكتّان في تخفيف الوزن، فقد اختلفت نتائج البحوث العلميّة فيه، حيث يمكن أن يلعب بذر الكتّان دوراً في خسارة الوزن عن طريق تحفيز الشعور بالشبع وخفض كميّات الطعام المتناولة، وقد وجدت دراسة تمّ إجراؤها على أشخاص بالغين غير مصابين بالسّمنة أنّ تناول بذر الكتان قبل الوجبات يخفّض من الشّهيّة ويقلّل من كميّة الطعام المتناولة،[٥] كما وجدت دراسة أخرى أنّ تناول مشروب يحتوي على 2.5 غم من ألياف بذر الكتان يساعد على خفض كمّيّات الطعام المتناولة وزيادة مدّة الشعور بالشبع بعد الوجبات، وتلعب الألياف الذائبة في الماء دوراً أساسيّاً فيه، حيث وجدت العديد من الدّراسات دوراً مستقلّاً لهذا النوع من [[فوائد الألياف الغذائية صحياً |الألياف الغذائيّة]] في تحفيز الشّعور بالشّبع، وخاصّة عندما يتمّ تناول هذه الألياف في شراب[٦] وتحتوي ملعقة الطعام من بذور الكتان المطحونة التّي تزن 7 جم على حوالي 2 جم من الألياف الغذائية، في حين أنّها تحتوي على 37 سعراً حرارياً فقط.[٧]
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم الحمض الدّهني الألفا-لينولينيك (alpha-linolenic acid) في علاج السُّمنة بسبب ما وجد له من تأثير في رفع مستوى الأديبونيكتين (Adiponectin) في الجسم، والذي وُجد أنّ مستواه يرتبط عكسياً بنسبة الدهون المتراكمة في الجسم،[٨] وتحتوي ملعقة الطعام من بذور الكتّان المطحونة التّي تزن 7 جم على حوالي 1.5 جم من حمض الألفا-لينولينيك بالمُعدّل.[١]
وبشكل عام يُنصح دائماً بزيادة تناول الأغذية عالية المحتوى بالألياف الغذائيّة في حميات خسارة الوزن، ذلك أنّها تُسهم في خفض كميّات الطّعام المتناولة وزيادة مدّة الشّعور بالشّبع، وبالتالي خسارة الوزن،[٤] وتُعتبر بذور الكتان مصدراً جيّداً للألياف الغذائيّة التي تساهم في تحقيق الشّعور بالشّبع،[٥] ممّا يجعلها غذاءً مناسباً في حميات خسارة الوزن.
كيفيّة استعمال بذر الكتّان لخسارة الوزنعلميّاً لا توجد طريقة خاصّة لاستعمال بذر الكتّان بهدف خسارة الوزن، وذلك عدا ما ذكرناه أعلاه ممّا وجدته بعض الدراسات من قُدرة الألياف الغذائيّة الذّائبة في الماء على تحقيق شعور أكبر بالشّبع في حال تمّ تناولها مع مشروب مقارنةً بتناولها في المخبوزات وغيرها من الأغذية الصّلبة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ هذه الدّراسة قد وجدت نتائج مُتقاربة في تحقيق الشّعور بالشّبع من تناول مشروب يحتوي على ألياف بذر الكتّان أو من تناول حبوب تحتوي على كميّة مشابهة منها[٦] وفيما يلي بعض الإرشادات العامّة لطريقة تناول بذر الكتّان للحصول على جميع فوائده وتجنّب سمّيته:
المقالات المتعلقة ببذر الكتان لتخفيف الوزن