بحث عن يوم الأرض

تعاني البيئة الطبيعيّة، كما يعاني كوكب الأرض برمته من التصرفات السلبية للإنسان، ومن قلّة الوعي بضرورة الحفاظ على رأس مال الحياة، فالناس اليوم يلهون بأخطر ما يمكن للإنسانية العبث به، فلو تلوّثت الأرض والطبيعة أكثر وأكثر لصار الإنسان غير قادر البتة على العيش، ولانخفضت معدّلات الحياة ليس للإنسان فقط بل لمختلف الكائنات الحية الأخرى، فجميع أنواع الكائنات الحية تتأثر بما يتأثر الإنسان به، وهذا مما يجب على الإنسان الحديث أن يعيه تماماً قبل الشروع بالقيام بأي نشاط، ومن هنا فإنّ هناك ما يعرف بدراسة الأثر البيئيّ، وهي دراسة صغيرة يقوم بها أصحاب المشاريع قبل أن ينشؤوا مشاريعهم توضح أثر هذا المشروع على المحيط البيئي، وهي من الخطوات الحميدة التي انتهجتها الحكومات للتخفيف بشكل كبير من الآثار البيئيّة السلبية الناتجة عن إقامة بعض المشاريع خاصّة تلك المصانع التي تلوث وتدمّر كلّ ما حولها.

يوم الأرض هو يوم أسسه السيناتور الأمريكي غايلورد نلسون، بهدف نشر الوعي بضرورة العناية برأس مال الإنسانية، ألا وهو كوكب الأرض وكل ما عليه ممّا يتفاعل الإنسان معه بشكل يومي.

قام السيناتور الأمريكي غايلورد نلسون ومساعده بزيارة منطقة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية تدعا سانتا باربارا وذلك في العام ألف وتسعمئة وتسعة وستين ميلادية، وعندما وصلا إليها تملكهما الذعر والغضب والخوف على مستقبل البيئة والأرض، بعد أن شاهدا بأم أعينهما كميات النفط الكبيرة وهي تلوث مياه المحيط الهادئ قرابة السواحل الأمريكية، وكما هو معلوم فإنّ تلوّث مياه البحار والمحيطات بالنفط يعتبر من أكبر المشاكل البيئيّة التي تواجه المسطحات المائيّة على الإطلاق، فهي تقضي على كل متنفس لمختلف الكائنات الحية التي تستوطن هذه المياه كالأسماك، والأحياء المائية المختلفة. وعندما عاد السيناتور إلى واشنطن قام هذا السيناتور بإصدار قانون يحدد يوم الثاني والعشرين من شهر أبريل ليكون عيداً قومياً يحتفل فيه بكوكب الأرض.

في العام ألفين وعشرة ميلادية تزامن يوم الأرض مع المؤتمر العالمي لتغيّر المناخ ولحقوق الأرض، حيث عقد في كوتشابامبا بوليفيا، هذا ويتمّ تنظيم يوم الأرض اليوم من قبل شبكة يوم الأرض، وتحتفل به معظم دول العالم، إذ يصل عدد الدول التي تحتفل به إلى حوالي مئة وخمسة وسبعين دولة، وهناك عدّة بلاد تطلق عليه اسم أسبوع الأرض.

يوم الأرض يوم مناسب لنتذكر إساءاتنا المتكررة إلى هذا الكوكب الجميل والرائع الذي نعيش عليه، والذي لو خسرناه فنحن حتماً نكون قد بدأنا بالعد التنازلي لحياتنا.