بحث عن وسائل الاتصال

تتضمّن مفردة الاتّصالات تبادل المعلومات بين النّاس، كما تتضمّن التّرفيه والتّسلية من خلال الوسائل المختلفة إمّا المكتوبة، أو المقروءة، أو الشّفهيّة، أو أيّ وسائل أخرى، وحتّى تنتقل المعلومات ويحقّق الإنسان الغايات النّهائيّة من التّواصل، فقد كان من الضّروريّ أن يتمّ الوصول إلى وسائل قادرة على تحقيق ذلك.

تطوّرت وسائل الاتّصال من وقت لآخر، حيث بدأت بشكل بسيط جدّاً، فقد استخدم الإنسان في البداية الأصوات البسيطة، والإيحاءات، ثمّ استطاع التّوصّل إلى الّلغة، ثمّ تمّ تناقُل الرّسائل فيما بينهم مشافهةً، كما استعمل الإنسان الرّسومات المختلفة للتّعبير عمّا يجول في خاطره، وقد تطوّرت الكتابة شيئاً فشيئاً حتّى صارت وسيلة التّواصل الرّئيسيّة، حيث تعتبر الكتابة من أهمّ الاختراعات البشريّة على الإطلاق؛ لأنّها مكّنت النّاس من التّواصل فيما بينهم وتحقيق المنافع والمصالح لهم.

تطوّرت مع الزّمن طرق تناقل وتبادل الرّسائل المكتوبة، وبدأت عمليّة تأليف الكتب من خلال تدوين كافّة الأفكار التي تخطر على بال الإنسان ووضعها في صحائف، وجمعها مع بعضها البعض، وقد حفظ لنا التّاريخ أسماء علماء كثر استطاعوا عمل نقلات نوعيّة في تاريخ البشريّة من خلال كتبهم التي استطاعوا تأليفها ووضعها في شتّى العلوم والمعارف.

استطاع الإنسان أن يطوّر وسائل الاتّصال والتّواصل، كما استطاع أن يطوّر وسائل طباعة الكتب ونسخها، فبعد النّقلات العلميّة الواضحة التي حدثت في العصر الحديث صار كلّ شيء سهلاً، فالكتب بعد اختراع الطّباعة صارت متوفّرةً وبأعداد وكميّات كبيرة، والاتّصالات بعد اختراع وسائل الاتّصال الحديثة صارت أكثر سلاسةً وسهولةً، فقد أحدثت اختراعات مثل: جهاز البرق، والهاتف، والفاكس، وآلات التّصوير، والرّاديو، والتّلفزيون، والحاسوب، والإنترنت، والأقمار الصّناعية، والهواتف المحمولة، وأخيراً الأجهزة الذكيّة، ومواقع التّواصل الاجتماعيّ ثورات معرفيّة هائلة، ناتجة عن ثورة في عالم الاتّصالات، فالمعرفة تزداد وتنتشر من خلال الاتّصالات.

للاتّصالات اليوم العديد من الفوائد، منها ما كان موجوداً منذ القدم مثل تعرّف النّاس على بعضهم البعض بشكل شخصيّ، وارتباطهم بعضهم ببعض بشكل جيّد وفعّال، بالإضافة إلى تحسين نوعيّة الحياة وطبيعتها من خلال زيادة توسّع وانتشار العلم والمعرفة بين النّاس. ومن فوائد وسائل الاتّصالات الأخرى القدرة على البدء بالمشاريع الخاصّة والمجدية والتي تعود على الإنسان بمردود ماديّ جيّد، بالإضافة إلى قدرتها على توفير عدّة تطبيقات مختلفة، ممّا يغني الإنسان عن حمل واستعمال العديد من الأجهزة المختلفة التي يؤدّي كلّ واحد منها وظيفة معيّ،ة تسهّل لى الإنسان حياته، وأخيراً فإنّ وسائل الاتّصال قادرة على نقل الإنسان إلى أماكن مختلفة من العالم وهو جالس في مكانه لا يبرحه، فالإنسان ربّما يعرف عن الدّول والبلدان الأخرى أكثر ممّا يعرفه عن دولته ومنطقته نفسها.