لمع نجم زهير بن أبي سلمى في الشعر العربي منذ نعومة أظفاره، فهو شاعر جاهليّ يُنسب إلى قبيلة مزينة من مضر، ويُكنى أبوه بأبي سلمى، وقد كان لهذا الشاعر العريق أثر كبير في الحياة الأدبيّة الجاهليّة والعربيّة، ولُقّب بالعديد من الألقاب ومن أكثرها شهرة أنّه شاعر الحكمة؛ لرزانة ورجاحة عقله وفكره.
نشأة الشاعرولد ونشأ زهير بين أقاربه على يد خاله بشامة بن الغدير، ذلك الشاعر المشهور والمعروف بحكمته، فربّاه وأحسن تربيته، حيثُ أفاد زهير من شعره وخبرته، ونشأ بجانب زوج أمه أوس بن حجر الذي اعتُبر من أبرز شعراء الجاهليّة، فانطلق بذلك لسان زهير لقول ونظم الشعر، مما لفت إليه أنظار قبيلته فقُدّرت شاعريّته وحُسن خلقه وسلوكه.
كما هي الحياة في الجاهليّة فقد كانت غطفان ساحة للحروب الشديدة والمستمرة بين القبيلتين ذبيان وعبس، حيثُ نتج عن هذه الحرب المعروفة ثورة أدبيّة كبيرة فيها من الفخر، والهجاء، والتحريض، والمدح، وقد كان لزهير بن أبي سلمى نصيباً في الدعوة للسلم بين القبيلتين، والإعجاب الكبير بالسيدين اللذين أقاما الصلح بين المتخاصمين.
زواج الشاعرمن أكثر ما اشتُهر زهير به من الشعر هي معلّقته المعروفة والتي تناول فيها عدة موضوعات أبرزها أبيات الحكمة، ومما عُرف عنه وكما جاء في ملعقته أنّه أحبّ أمّ أوفى، فتزوجها وأنجب منها أطفالاً، إلا أنّهم ماتوا جميعاً وهم صغار، وسرعان ما دبّ الخلاف بينهما فانفصلا، لكنّه بقي وفياً لها يذكرها في أطلال قصائده.
نظم الشاعر للقصائدإنّ لنشأة زهير وما مرّ به في شبابه من ظروف سبباً في تعلقه بحبّ الخير والحثّ على فعله، والميل إلى الركازة والحكمة، كما عُرف عنه أنّه كان صبوراً يُنقّح شعره تنقيحاً كاملاً، فقد كان ينظم القصيدة في أربعة شهور، وينقّحها من الأخطاء أربعة شهور أخرى، وهذا كان سبباً في جعله من عبيد الشعر، وأهم الأغراض الشعريّة التي نظم الشاعر فيها هي:
يعتبر زهير بن أبي سلمى من الأربعة المعروفين في العصر الجاهلي وهم: امرؤ القيس، والأعشى، والنابغة، وهم أصحاب ملعقات معروفة في الشعر العربي، إلى جانب ذلك فقد كان عمر بن الخطاب يستحسن شعره لأنّه لا يعقد فيه، ويقوله دون تكلَّف أو مبالغة، ولا يمدح الرجل إلا بما فيه.
المقالات المتعلقة ببحث عن الشاعر زهير بن أبي سلمى