هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي، أهم أئمة الحديث الشريف والذي تتلمذ على يده الكثير، ومن أبرزهم الإمام مُسلم. وُلد الإمام البخاري عام 194هـ في بخارى وهي مدينة تقع غرب جمهورية أوزبكستان، وقد كان والده معروفاً بتقواه، وكان يروي الحديث عن مالك بن أنس وغيره من رواة الحديث، وقد تُوفي والده عندما كان الإمام البخاري طفلاً صغيراً، فنشأ يتيم الأب مع والدته.
صفات الإمام البخاريلقد ورث الإمام البخاري عن أبيه المال الكثير، لكنه كان يتصدق بمعظمه، فقد عاش زاهداً، لديه عفة في النفس واللسان، وكان شديد التديُّن، حتى أنه قيل أنه لم يغتب أحداً في حياته أبداً.
إن هذه الصفات جعلت هذا الإمام مُحباً لعلوم الدين ومُهتماً بها منذ صغره، وقد ظهرت عليه علامات الذكاء والبراعة منذ الصغر، حيث إنه حفظ كتاب أحاديث عبد الله بن مبارك قبل أن يُتم السادسة عشرة من عُمره، حيث حفِظ الأحاديث الصحيحة واستطاع التمييز بينها وبين الضعيف منها بناءً على حفظه الحديث مع إسناده، وهي قُدرة لم يشهدها هذا الزمان من قبل، فموهبة الحفظ لديه كانت قوية لدرجة أنها لفتت جميع العُلماء والأئمة في زمانه.
رحلة الإمام البخاريانتقل الإمام البخاري من بلده ليجوب مكة المكرمة والمدينة وبغداد ومِصر، طلباً للعلم والبحث في علم الحديث، وقابل الإمام أحمد بن حنبل الذي وصفه بأنه لا يوجد أحد في ذلك الزمن أعلم من الإمام البخاري بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
إن من أهم المُؤلفات التي قام بها الإمام البخاري كان كتاب "الجامع الصحيح" ويُسمى أيضاً " "صحيح البخاري"، والذي انفرد بوضع الأحاديث الصحيحة فقط فيه، وقد جمع فيه ما يُقارب 7500 حديث اختارها من بين أكثر من 600.000 حديث مما يحفظ.
قد اعتمد في كتابه هذا على كتابة الأحاديث المروية عن أشخاص عاشوا في نفس الفترة، قد سمعوا ورأوا الراوي الذي يروي الحديث الشريف حتى يضمن صحته، كما أن الراوي يُشترط أن يكون من أهل الثقة، والعدالة، والورع، وقد عرض كتابه هذا على عدد من كبار الأئمة فأكدوا على صحة الأحاديث الواردة فيه مما يجعلها صحيحاً ولا لُبس فيها.
للبخاري العديد من المُؤلفات الأخرى مثل كتاب "السُنن في الفقه"، و"بر الوالدين"، و" الأدب المنفرد"، وغيرها العديد من المُؤلفات، التي لا تزال مرجعاً مُهماً في علوم الدين، وله مُؤلفات أخرى فُقدت عبر التاريخ ولم يجدوا لها أثراً.
إن أهم ما تميز به هذا الإمام الجليل، هو إصراره على البحث والتدقيق في كل حديث شريف يسمعه، حتى لو كان من أكبر الأئمة في زمانه، وقد صنف الأحاديث بناءً على صحتها وفرّق بينها وبين الضعيف منها. قد تُوفي الإمام البخاري عام 256 هجري.
المقالات المتعلقة ببحث عن الإمام البخاري