هنالك دعابة قاسية تقول:” الويندوز كالمرأة, لا يستطيع أن يفعل شيئاً بالشكل الصحيح لكنّ أحداً لا يستطيع العيش دونه!” . رغم ماتحتويه هذه الدعابة من مبالغة نوعاً ما بحق المرأة إلا أنها تقرّب الفكرة للأذهان. رغم أن الناس لا تكفّ عن التذمر من مشاكل الجمود والبطىء وكثرة الحاجة لإعادة تشغيل الويندوز بشكل متكرر يوميا إلا أنهم أيضاً لا يستطيعون الاستغناء عنه بهذه السهولة وذلك لأنهم اعتادوا استخدامه وطريقة عمله وطريقة تنزيل البرامج إليه وطريقة استخدام هذه البرامج خاصة الأساسية منها كحزمة برامج الأوفيس أو الفوتوشوب بالنسبة للمصممين. وأنا لست ممن يدعون للاستغناء عن الويندوز تماما فهذا -لنكن واقعيين- غير ممكن, فلا بد أن تحتاج لتشغيل برنامج ما لا يعمل إلا على الويندوز أو قد تحتاجه لتشغيل الألعاب الغير مدعومة بشكل جيد على نظام اللينوكس بعد, لكن عدا عن ذلك لن تحتاج استخدام الويندوز إلا فيما ندر ولأغراض محددة. فبعد أن تجرب اللينوكس لبضعة أيام وتختبر الاستخدام السلس والسريع الخالي من الفيروسات والديدان وأحصنة طروادة والتعليق وإعادات التشغيل فصدقني لن تعود إلى الويندوز إلا مضطرا لهذا فالحل الأفضل يبقى تنصيب كلا النظامين على جهازك. سؤال: لحظة من فضلك! يقولون بأن اللينوكس نظام صعب الاستخدام, صحيح أنهم يقولون أيضا أنه أكثر ثباتاً من الويندوز لكنه ليس للمستخدم العادي بل هو للمستخدمين المحترفين فقط … في الواقع, كثيرٌ من الناس لديهم هذا التصور, بأن اللينوكس ليس للمستخدم المنزلي العادي بل هو للمحترفين والمتخصصين. سبب هذا التصور لدى الناس هو عدم متابعتهم لمستجدات هذا النظام, قد يكون هذا الكلام صحيحا نوعا ما منذ خمس سنوات أو أكثر ربما. لكن معظم نسخ (يسمونها توزيعات) اللينوكس الحديثة باتت أسهل استخداماً بمراحل من سابقتها, بل أسهل استخداماً من الويندوز نفسه خاصةً للمبتدئين! لا ننكر أن القادم الجديد على نظام اللينوكس بعد سنوات طويلة من استخدام الويندوز قد تربكه بعض الأمور التي تتم بشكل مختلف عن الشكل الذي تتم فيه في ويندوز, ليس لأنها صعبة بل لأنه اعتاد على تنفيذها بشكل مختلف. إن معظم الأمور تتم في نظام اللينوكس بشكل أسهل بكثير منها في الويندوز خاصة بالنسبة للمبتدئين لكن قد تختلف الطريقة لا أكثر. إن المسألة في النهاية هي مسألة تعوّد وليست مسألة سهولة أو صعوبة. عندما قمت بتنزيل اللينوكس للمرة الأولى فاجأتني في البداية السرعة الكبيرة التي نزل بها النظام وتذكرت أيام تنزيل الويندوز والانتظار الملل والسؤال عن الرقم المتسلسل والبحث عن الرقم المتسلسل الذي دائماً ما يضيع وإعادة تشغيل الجهاز بضعة مرات ريثما ينتهي التنزيل. قمت بتنزيل اللينوكس الذي لم يطلب مني أي تدخل إلا في البداية لاختيار القرص الصلب الذي سأنزل عليه النظام, ولم يقم بإعادة التشغيل إلا مرة واحدة عندما انتهى من التنصيب وصار جاهزاً للولوج إلى نظام لينوكس. وقبل البدىء بالتنصيب أيضاً عرض لي قائمة ببعض البرامج الموجودة على الويندوز والتي لها مثيل على اللينوكس فسألني إن كنت أرغب باستيراد إعدادات برامج كالفايرفوكس Firefox أو استيراد معلومات المستخدمين في الويندوز وتسجيلهم كمستخدمين في اللينوكس. طلبت منه استيراد اعدادات الفايرفوكس الموجود على نسخة الويندوز, وعندما قمت بتشغيل الفايرفوكس من اللينوكس وجدته نسخة طبق الأصل من ناحية الاعدادات كما اعتدت عليها في الويندوز دون الحاجة لتغيير أي شيء! بالفعل كالسحر تماما! ماذا عن كرت الشاشة؟ لا مشكلة أبداً فالشاشة ممتازة والألوان رائعة دون أن أقوم بأي تعديل, لا مانع من أن أقوم بتنزيل تعريف كرت الشاشة للحصول على أداء أفضل بالطبع فالتعريف موجود على الانترنت لكلا النوعين الشهيرين Nvidia و ATI الصوت يعمل تلقائياً هذا شي جميل أيضاً أوه, لكن ماذا عن طابعتي ال hp؟ بشكل بديهي وجدت قائمة اسمها Administration ضغطت عليه فوجدت أيقونة كتب عليها Add printer, ضغطت على الزر وفي ذاكرتي ما يحدث عندما تضغط على الزر المشابه في الويندوز الذي سيطلب منك أن توصل الطابعة كي يبحث عنها وسيسألك إن كان لديك قرص التعريف أو إن كنت ترغب بتعريفها بشكل يدوي, إن كنت أضعت قرص التعريف ستطلب التعريف اليدوي ثم ستنتظر حوالي النصف دقيقة ريثما تنتظر ظهور النافذة التالية التي يعرض لك فيها التعريفات الجاهزة الموجودة لديه وفي غالب الأحيان لن تجد طابعتك من ضمنها وستحاول تعريفها كطابعة قياسية كمحاولة أخيرة رغم أنك تدرك أنها لن تعمل. حينها ستتصل بأصدقاءك بحثا عن التعريف أو تذهب إلى مقهى الانترنت لتحميل التعريف ! نعود إلى اللحظة التي تضغط فيها على زر إضافة طابعة جديدة في اللينوكس, ما الذي سيحدث يا ترى؟ ستتم إضافة الطابعة بالطبع! إن ميزة نظام لينوكس أنه يعمل كما تتوقع بالضبط, إن إضافة طابعة سيضيف الطابعة فوراً دون أي لف ولا دوران, بهذه البساطة سيكتشف نوع الطابعة وستستطيع في الثانية التالية استخدامها للطباعة. من قال أن اللينوكس أصعب استخداماً من الويندوز؟ حتى الآن أرى أنه أسهل وللمبتدئين قبل المحترفين! قبل تنزيل اللينوكس بيوم واحد, وعندما كنت على الويندوز وبسبب تعطل كرت المودم في جهازي اضطررت القيام بربط جهازي بالجهاز المحمول الخاص بصديقي عن طريق وصلة الشبكة وقام صديقي بالاتصال عن طريق جهازة بالانترنت عن طريق الديال أب dial up وقام بعمل مشاركة sharing للاتصال كي أستطيع التصفح عن طريق جهازي, قضينا ما لا يقل عن ربع ساعة قبل أن أتمكن من تصفح الانترنت على جهازي .. ربع ساعة من الأخذ والرد والمحاولات كي تنجح العملية:
“أنس جرب حط الآيبي الفلاني عندك
“ حطيتو … متأكد انك عامل شير؟
“ اي متأكد, طيب استنى .. خلي الاعدادات اوتوماتيكية عندك وجرب
- “ ما زبط”
طيب جرب الغي تفعيل كرت الشبكة ورجاع فعلو
“لغيت التفعيل … ولما عم ارجع فعلو ما عم يرضى يتفعل !!!!
“طيب فتاح اعدادات ال … الخ الخ الخ مع العلم أنني أملك خبرة لا بأس بها في شبكات الويندوز بحكم إدارتي لمقهى انترنت, وخبرة صديقي تفوق خبرتي في هذا المجال! ثم حققنا الانتصار ونجحت العملية, لكن في اليوم التالي كنت أستخدم اللينوكس, وصلت جهازي بجهاز صديقي المحمول كي نقوم بنقل بعض الملفات, نعم نقل الملفات فاللينوكس يتعرف مباشرة على شبكة الويندوز ويتمكن من التعامل معها بشكل مباشر وقمنا بنقل بعض الملفات من جهازه (ويندوز) إلى جهازي (لينوكس) بشكل مباشر ودون أية إعدادات على الإطلاق, لكن كانت المفاجأة حينما جربت فتح صفحة انترنت وإذ بالنت تعمل على جهازي دون أية إعدادات على الإطلاق, مجرد مشاركة للاتصال في الجهاز الآخر وكبلة الشبكة والانترنت تعمل دون أي إضافة أخرى. الأجمل من ذلك أنك وبعد تنصيب النظام سوف تتمكن مباشرة من استخدام العديد من البرامج الموجودة معه على خلاف الويندوز الذي وبعد تنصيبه عليك تنصيب عدد لا بأس به من البرامج كي يصبح النظام (قابلاً للاستخدام) فعليك تنصيب الأوفيس Microsoft Office ومضاد الفيروسات الذي سيلتهم جزءاً لا بأس به من ذاكرة الجهاز والفوتوشوب Adobe Photoshop وبرنامج فك ضغط الملفات المضغوطة والنسخة الجديدة من المسنجر وقارىء ملفات ال PDF وما إلى هنالك من هذه البرامج, أما بالنسبة للينوكس فتختلف البرامج الموجودة باختلاف توزيعة اللينوكس (سنتحدث في جزء آخر من سلسلة المقالات هذه عن التوزيعات Distributions) لكن بشكل عام فإن أي نسخة وأي توزيعة لينوكس تحتوي على جميع البرامج الأساسية التي تمكنك من البدىء فورا كحزمة اوبن اوفيس Open Office التي تحتوي على برامج مشابهة لبرامج مايكروسوفت وورد Microsoft Word واكسل Excel واكسس Access وباوربوينت PowerPoint وستجد برامجاً لتحرير الصور وفك الضغط وقراءة ال PDF ومتصفح الانترنت فايرفوكس و بعض برامج تشغيل الموسيقا والفيديو وبرامج لقرائة الايميل وال RSS ف سؤال:” لكن هل برنامج اوبن اوفيس بقوة مايكروسوفت اوفيس أم أنه ينقصه بعض الميزات” يوجد قاعدة تقول بأن 80 من المستخدمين يستخدمون 20 بالمئة من ميزات البرامج الكبيرة. نعم إن مايكروسوفت وورد يحتوي على ميزات كثيرة غير موجودة في أوبن اوفيس لكن هذه الميزات الموجودة في وورد نادراً ما يستخدمها المستخدم العادي, فأنت تفتح برنامج الوورد الذي يشغل حيزا لا بأس به من قرصك الصلب وحيزاً كبيراً من الذاكرة بسبب امتلائه بالميزات لكنك في الواقع لا تستخدمه إلا لكتابة النصوص وتلوينها وتغيير الخطوط وإضافة الترقيمات والتعليقات والجداول … إلخ قل لي كم مرة استخدمت ميزة ال Macros في Word؟ أو كم مرة ألفت كتاباً عليه وطلبت من آخرين التدقيق فيه وعمل tracking للتغييرات ومتابعتها ومن قام بالتعديل عليها؟ بالنسبة للغالبية العظمى فاستخدام الأوبن اوفيس لا يختلف عن استخدام الوورد عدا عن كونه صغير الحجم نسبياً ولا يحجز جزءاً كبيراً من الذاكرة ولا يسبب البطىء.
المقالات المتعلقة بالهجرة من Windows الى Linux