جعل الله سبحانه وتعالى من مهام الرّسل والأنبياء أنّهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ولا شكّ بأنّها مهمّة عظيمة لأنّها تحقّق رضى الله تعالى وتحدث الآثار الطّيبة في حياة النّاس.
ضلّت الأمم السّابقة بتركها النّهي عن المنكر، حيث استشرى فيها الظّلم والفساد والمنكر فعاقب الله سبحانه كثيرًا منهم بسب تركهم لتلك المهمّة العظيمة، فما هي أهميّة النّهي عن المنكر ؟ وكيف يكون ذلك ؟
النهي عن المنكرالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر يحقّقان الخير والصلاح في المجتمع، فالأمّة الإسلامية تكون خير أمّة أخرجت للنّاس بحرصها على هذ الفريضة الشّرعيّة، إذ قال تعالى: (كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )، فلا يمكن لهذه الأمّة أن تدعي الخير ما لم تتمسك بهذه الفريضة، لأنّ من تمام أخلاق المسلم أنّه يكره المنكر ولا يرضاه خوفاً من غضب الله تعالى، وما يغضب الله تعالى يغضب المسلم صحيح الإيمان والتّوحيد.
أهميّة النّهي عن المنكرالنّهي عن المنكر هو فرض على المسلمين عامة، حيث إنّ المسلم قد ينهى عن الفحشاء والمنكر بلسانه ويتوجّه إلى العاصين لينصحهم ويذكّرهم بحرمة ما يفعلون، كما يذكّرهم بعذاب الله تعالى وعقابه الذي يحلّ بالقوم الظّالمين.
كما قد يكون النّهي عن المنكر من خلال اليد بحيث يغيّر المسلم ما يراه من المنكر بالقوّة، ولا شكّ بأنّ هذا الأسلوب له ضوابط، وقد تكلّم العلماء فيه كثيرًا فمنهم من رأى بأنّ مهمّة النّهي عن المنكر باليد هي من صلاحيّات الحاكم والسّلطان، ولا يجوز للمسلم منفردًا أن يغيّر المنكر بالقوّة، ومنهم من أجاز ذلك ولكن فصّل في المسألة، حيث بيّن أنّه إذا ترتّب على نهيه للمنكر باليد منكرٌ أكبر أو مفسدة كبرى، فلا يجوز له ذلك. هناك نوع آخر من النّهي عن المنكر من خلال كره الفعل قلبيًّا، وهذا أضعف الإيمان كما بين النّبي عليه الصّلاة والسّلام.
المقالات المتعلقة بالنهي عن المنكر