الصلاة على وقتها تعتبر الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي واحدة من أهم العبادات في هذا الدين الحنيف، كونها تعتبر وسيلة الاتصال الرئيسيّة بين العبد وربّه، والتي تتجلّى من خلالها أسمى معاني العبودية، وطاعة الله المطلقة، وغير المشروطة بشروط الزمان أو المكان.
لقد حثَّ الشارع الحكيم على أهمّية الالتزام التامّ بمواقيت الصلاة، وعدم تأخيرها إلى ما بعد فواتها، غير أنّه أعطى الرخصة وفي حالات محددة لذلك؛ تسهيلاً وتيسيراً على الإنسان، ومراعاة لأحواله المتقلّبة، وظروفه المختلفة. وفي تأخير الصلاة عن وقتها، والتكاسل عن أدائها إثم عظيم، وخطر كبير يلحق بالمسلم، لذا فهي مقدمة على غيرها من النشاطات على الدوام.
من أنواع الأذى الذي يلحق بالإنسان إذا ما أخّر الصلاة، ذلك الأذى النفسيّ الذي يحرمه من الشعور بالراحة والطمأنينة، فبالنسبة للمسلم، تعتبر الصلاة وسيلة من وسائل اكتساب هذين المكسبين العظيمين الهامّين. وفيما يلي بعض الوسائل التي قد تساعد المسلم على المحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها وعدم تأخيرها.
طرق المحافظة على الصلاة في وقتها - زيادة تعظيم الله تعالى في القلب وتوقيره، بحيث تصير الأولوية له -سبحانه وتعالى-، ولكلّ ما يرضيه من أعمال، فكلّما خشي الإنسان الله أكثر، وخشي عقابه، وطمح إلى رضوانه وجنته التزم أكثر بأوقات الصلاة، بل وأدّاها بطريقة تسمو بروحه، وأخلاقه على حدٍّ سواء، وابتعد عن تأديتها شكلياً، حيث لا يعدو كونها في هذه الحالة مجرد حركات ميكانيكيّة بحتة.
- الالتزام بصلاة الجماعة فهي أقدر على جعل الإنسان المسلم يتلزم بتأدية الصلاة في وقتها، كما أنّها أقدر على تشجيع الإنسان على الصلاة من الأساس، لما لها من خير وبركة لا نظير لهما.
- طلب التشجيع من الأشخاص المقربين كالأهل والأصدقاء، فالتشجيع ضروريّ لبعض الحالات خاصّة تلك التي تفتقد إلى القدرة على تحفيز نفسها ذاتياً، وبشكل مستمرّ ومتواصل.
- قراءة السيرة النبوية الشريفة وتدبّرها، والتعرّف على موقع الصلاة من حياة الرسول، والتعرّف أيضاً على الأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في فضل الصلاة، وفي الحث على التمسك بها، فهي وحدها كفيلة بتقريب الإنسان من هذه العبادة الجميلة.
- مرافقة الصالحين، والمواظبين على أداء الصلاة في وقتها، حيث يمتلك هؤلاء القدرة على جعل الإنسان يلتزم بطاعة الله تعالى، والبعد عن الأفعال التي تغضبه -جلَّ في علاه-.
- عدم البدء بأيّ عمل جديد عندما ينادي المنادي للصلاة، عدا في بعض الحالات الخاصّة التي لا يمكن للإنسان أن يترك ما بين يديه لأي سبب كان؛ كالطبيب في غرفة العمليات -على سبيل المثال-؛ ذلك أن مجرد البدء بعمل جديد قد يجعل الإنسان ينسى الصلاة، ويؤخّرها إلى أن يفوت وقتها.