الإسلام والقضايا الهامة كثيرة هي القضايا التي تحتاج من الناس إلى أن يلتفتوا إليها كونها تتعلق بمستقبلهم على هذه الأرض، وفي هذه الحياة، وقد أثبتت الشريعة الإسلامية قدرتها على إعادة بناء العقل الإنساني بشكل إيجابيّ، فأولت عناية خاصة لمثل هذه القضايا، والتي تأتي على رأسها قضية البيئة، وطريقة تعامل الإنسان معها.
تعتبر البيئة الحاضنة الرئيسية التي تحتضن الإنسان، والنبات، والحيوان، إلى جانب العلاقات المتبادلة فيما بينهم، والتي تعود بالنفع على الجميع، ومن هنا فهي تمثل بشكل أو بآخر رأس مال هذه الحياة، وعلى الأخص للإنسان الذي يعتبر خليفة الله تعالى على الأرض، والمسؤول الأكبر عن أي ضرر قد يلحق بهذا النظام البديع، وهذا ما أثبته العصر الحديث، خاصة بعد أن استطاع الإنسان الوصول إلى قمة المنجزات الحضارية، ممّا أدّى إلى إلحاق أشد الضرر بالنظام البيئي، وبالكائنات الحية الأخرى التي يتشارك وإياها عناصر الحياة الرئيسيّة، وفيما يلي نلقي الضوء على بعض من وجوه حثِّ الشريعةِ الإسلامية أتباعَها على الاعتناء بالبيئة والحفاظ عليها.
المحافظة على البيئة في الإسلام - دعا الإسلام المسلمين إلى الاعتناء بالنظافة الشخصية، فقلة الاعتناء بهذه الناحية قد تنعكس بشكل سلبي على البيئة المحيطة، فمن لا يستطيع الحفاظ على نظافته لن يكون قادراً على الحفاظ على نظافة البيئة من حوله.
- أمرت الديانة الإسلامية أتباعها ووجهتهم إلى أهمية الاعتناء بمصادر المياه، كما حثتهم على ضرورة الاقتصاد في استعمالها حتى لو كان هذا الاستعمال من مياه نهر جارٍ، إلى جانب ذلك، فقد دعا الإسلام إلى ضرورة المحافظة على نظافة المياه وذلك من خلال عدم تلويثها، كونها تعتبر من الثروات الجماعية التي لا يجوز للفرد أن يتصرف بها وكأنها من الممتلكات الخاصة والشخصية.
- حث الإسلام على ضرورة ممارسة نشاط الزراعة، حتى أثناء قيام الساعة، فالزراعة تجلب الفوائد الجمة للإنسان ولسائر الكائنات الحية؛ ذلك أن النباتات تعتبر من أهمّ العناصر البيئية على سطح الأرض.
- أمر الإسلام بالحفاظ على مختلف أنواع الكائنات الحية، والاستفادة منها بالطرق الصحيحة شرعاً والتي تحقّق الفائدة، ولا تجلب الضرر، وفي تاريخنا الإسلامي نماذج هامّة من اعتناء المسلمين بالحيوانات؛ كإنشاء أماكن تشبه المحمّيات الطبيعية من أجل رعايتها، وتكثيرها.
- جعل الإسلام المحافظة على نظافة الطرقات، وأمانها ضرباً من ضروب الصدقة، والتقرّب إلى الله تعالى، لما في ذلك من خير عميم يصيب كافة الناس، كما دعا الإسلام الناس إلى التبرع بأموالهم في سبيل تقديم الخدمات العامة، فظهر مفهوم الوقف الذي يمكن أن يستغل بشكل كبير في خدمة القضايا البيئية العديدة خاصة في أيامنا هذه التي تعاني البيئة فيها من أقسى أنواع الملوثات وأشدها فتكاً بالكائنات الحية.