تُعتبر اللغة من أهمّ ركائز الأمم والمجتمعات، فمن خلالها تعرف كلّ أمةٍ تاريخها ونسبها، وعن طريقها يُظهر المجتمع مدى تقدمه ورقيّه.
اللغة كالإنسان بالأخذ والعطاء، والنشأة والحياة، وهي دائمة الاتساع والتطوّر، و تولد وتموت وتدخل في العديد من الاحتدامات والصراعات، التي تحدّد مدى قوتها وتماسكها، فإن كانت لغةً ضعيفة فإنّها ستقع تحت تأثير غيرها من اللغات، وربما ستحل محلها إلى أن تموت في نهاية المطاف، وهذا ما حدث مع اللغة اللاتينيّة القديمة، والأكاديّة الساميّة والعبريّة القديمة وغيرها من اللغات. وفي ظلّ تلك الصراعات تنشأ أشكالٌ أخرى للغة، وتعيش تلك الأشكال في أكناف اللغة الأصليّة (اللغة الأم)، حيث تأخذ في الوصف ملامح اللغة الأم باختلاف التفاصيل، وقد أطلق على هذه الأشكال اسم (اللهجة).
تعريف اللغة واللهجة اللغةيستدلّ من تعريف (الزبيدي) عن معنى اللهجة في المعاجم العربيّة، بأنّها طريقة أداء النطق أو اللغة، أو ما يقال عنه بأنّه نغمة الكلام، أو جرس الكلام، أمّا المحدثون فقد عرّفوا اللهجة على أنّها الخصائص، والصفات التي تميّز بيئةً ما في طريقة أدء النطق أو اللغة. فنستنتج من كلّ ما سبق بأنّ اللغة هي عبارة عن طريقة تواصلٍ ناطقة، وهذه اللغة تختلف من مجتمعٍ لآخر، أمّا اللهجة فلم تكن معروفةً بالمعنى الحديث، وإنّما كانت تعرف باسم جرس اللسان لكلّ أمّة وكيفيّة استخدامها للغة الأم.
في الماضي لم يكن مصطلح اللهجة معروفاً كما هو معروفٌ حديثاً في الدرس اللغويّ، ورغم هذا فإنّ كتب الأقدمين تعرّضت لما يطلق عليه اليوم لهجات القبائل، مثل: كشكشة ربيعة، ونعنعة تميم، وغيره، لكن لم يكن يطلق عليها مصطلح لهجات، بل كان يطلق عليها لغة.
المقالات المتعلقة بالفرق بين اللهجة واللغة