محتويات
- ١ اللغة والكلام
- ٢ الفرق بين اللغة والكلام
اللغة والكلام تعتبر اللغة والكلام عند (فردينان دي سوسير) كياناً عامّاً يحتوي على النشاط اللغوي الإنسانيّ، وذلك عن طريق صورةٍ ثقافيةٍ منطوقة أو مكتوبة، تكون تلك الثقافة متوارثة أو معاصرة، بمعنى آخر فإنّ اللغة والكلام هو كلّ ما يدخل ضمن نطاق النشاط اللغويّ من رموزٍ صوتيّة، أو كتابيّة، أو اصطلاحاتٍ، أو إشارات.
اللغة
- اللغة في المعنى اللُغويّ: هي من الأصل (ل غ و)، والفعل منها من باب (رضى، سعى، دعا)، أما وزنها (فعة) تمّ حذف اللام منها واستبدلت بتاء التأنيث.
- تعرّف اللغة اصطلاحاً حسب (روي. س. هجمان) بأنها القدرةُ الذهنيّة المكتسبة لنسقٍ يتكوّن من عددٍ من الرموز الاعتباطيّة المنطوقة، وهذه الرموز هي التي يتواصل بها أفراد مجتمعٍ ما، ومن هذا التعريف يتبيّن بأنّ اللغة هي وسيلةٌ مهمة للربط بين أفراد مجتمعٍ ما، وهي طريقة التّعبيرعن شؤونهم وهمومهم المختلفة، سواء كانت فكريّة أم غيرها، إضافةً إلى كلّ ما يهمّهم في جميع احتياجاتهم العامّة والخاصّة.
من خلال التعريفات السابقة يتبيّن ما يلي:
- نظام اللغة: حيث إنّ اللغة خاضعة لتنظيمٍ معيّن في المستويات الصوتيّة، والنحويّة، والفونيميّة، والدلاليّة، حيث إنّها لا تكون فوضويّة بل خاضعة لهذا التنظيم الخاصّ بها.
- اعتباطيّة اللغة: لا يخضع النظام الذي تبديه اللغة لأيّ منطق أو تبرير، فهي في الأساس عبارة عن نظامٍ اعتباطيّ، على سبيل المثال فإنّ بعض اللغات تبدأ بها الجمل بالاسم عادةً كما هو الحال في اللغة الإنجليزيّة، ولغاتٌ أخرى تبدأ بها الجملة بالفعل كحال اللغة العربيّة.
- الطبيعة الصوتيّة للغة: تعتبر الطبيعة الصوتيّة الأساس في اللغة، بينما يأتي في المرتبة الثانية الشكل الكتابيّ لها، حيث إنّ هناك الكثير من الأفراد يتحدثون باللغة دون التمكن من كتابتها.
- رموز اللغة: تعتبر الكلمة هي الرمز للمعنى الذي تدلّ عليه، لا ما دلت عليه، وعلى سبيل المثال فإنّ كلمة (بيت) ترمز إلى شيء ما هو البيت، لكنها لا تعني البيت ذاته.
- اللغة مكتسبة: اللغة ليست غريزة إنسانيّة، فالأفراد يتعلّمون اللغات عن طريق الاكتساب، من خلال التفاعل والاحتكاك مع أفراد المجتمع وثقافته.
- تتكوّن اللغة من خمسة عناصر أساسيّة هي: الأصوات، والتراكيب، والنحو، والمعاني، والجوانب الاجتماعيّة.
الكلام
- يعرّف الكلام لغةً: من (ك ل م) الذي يأتي منه الكلم، وكلّ ما تصرّف منه بمعنى الكلام والجرح، وكلّ ما غلُظ من الأرض من قوةٍ وشدة.
- يعرّف الكلام اصطلاحاً: القدرة على إصدار الأصوات بشكلٍ واضحٍ وصحيح، إضافةً لوضع هذه الأصوات مع بعضها لتتناغم بسهولة ضمن إطارِ الإيقاع والصوت الصحيح، وينتج عنه تمييز وفهم الأصوات الناتجة بكلّ سهولةٍ ويسر عن طريق جملٍ وكلمات.
يتضمّن التنسيق الرئيسي للكلام أربع عمليّات، هي:
- عمليّة التنفّس لتوليد طاقةٍ قادرةٍ على إنتاج الصوت.
- توليد الصوت من الحنجرة عن طريق الأوتار الصوتيّة.
- الرنين اللازم لإعطاء الصوت الناتج خصائص متفرّدة تعرف بالتكلّم.
- النطق: هي الحركة المفتعلة بالفم واللسان، والتي يتمّ من خلالها تشكيل الوحدات الصغيرة للصوت والتي ينتج عنها الكلام.
الفرق بين اللغة والكلام يكمن الفرق بين اللغة والكلام في أنّ اللغة هي عبارة عن نظامٍ من عددٍ من الرموز الصوتيّة المنظمة والمتفق عليها ضمن البيئة اللغويّة الواحدة، باعتبارها حصيلة استخدامٍ متكرّر لرموزٍ صوتيّة تشكّل معانٍ مختلفة، أما الكلام فهو عبارة عن الكيفيّة الفرديّة لاستخدام اللغة.
ورد في كتاب (اللغة العربيّة معناها ومبناها) للدكتور تمام حسّان أنّ الفرق بين اللغة والكلام يكمن في الزاوية الطبيعيّة لطبيعة وتكوين كلٍّ منهما، حيث يعتبر بأنّ الكلام هو العمل وأمّا اللغة فتعتبر حدود هذا العمل، والكلام هو عبارة عن سلوك، واللغة تعتبر المعيار لهذا السلوك، والكلام يكون نشاطاً واللغة هي عبارة عن القواعد المنظّمة لهذا النشاط، والكلام هو الحركة في حين أنّ اللغة هي النظام لهذه الحركة، ويستحسن الكلام بالسمع عن طريق النطق، والبصرعن طريق الكتابة، بينما اللغة هي التأمل والتفهّم لكلّ ما هو مسموع ومقروء، والكلام هو كل ما هو منطوقٌ ومكتوب، أما اللغة هي الموصوفة في كتب الفقه والقواعد والمعاجم وغيرها، والكلام هو عملٌ فردي، بينما اللغة اجتماعيّة. خلاصة القول إنّ الفرق بين الكلام واللغة في النشاط اللغويّ يكون على النحو التالي: ذهني ويتمثل باللغة، وواقع ويتمثل بالكلام.