الفرق بين الصوم والصيام في القرآن

الفرق بين الصوم والصيام في القرآن

الصيام

يعتبر الصيام الركن الرابع من أركان الاسلام، وهوعبادة مفروضة على كل مسلم من أجل التقرّب الى الله سبحانه وتعالى وكسب الأجر والثواب، وهو الامتناع عن تناول الطعام والشراب من طلوع الفجر حتّى غروب الشمس مع النية الصادقة، والصيام طريق الصالحين، وشعار المتّقين، وله فضائل كثيرة تعود على المسلم بالخير في الدنيا والآخرة، فهو يزكي النفس ويهذب الأخلاق، ويجعل الأغنياء يشعرون بالفقراء، وهو مدرسة التقوى ودار الهدى، كما أنّه يكسر ثوران الشهوة ويهذبها، لذلك فقد حثّ الرسول صل الله عليه وسلم الشباب الذين لا يستطيعون الزواج ولا يستطيعون تحمل نفقاته وأعبائه بالصوم ليخفف من شهواتهم ويهذب أخلاقهم، فكما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: (يا معشرَ الشبابِ، مَن استطاع منكم الباءةَ فلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لم يَسْتَطِعْ فعليه بالصومِ فإنه له وجاءٌ) [صحيح البخاري]، فالمقصود بالباءة في الحديث الشريف هو الزواج ، وفي هذا المقال سنتحدّث عن الفرق بين الصوم والصيام في القرآن الكريم.

الفرق بين الصيام والصوم في القرآن

لا يوجد في القرآن الكريم كلمات مترادفة، فعندما يذكر كلمة صيام بالياء فهو لا يقصد بها كلمة صوم بالواو، فالمقصود بالصيام هو الامتناع عن تناول الطعام والشراب وأي من المفطرات خلال شهر رمضان المبارك، أمّا الصوم فهو يخصّ اللسان لا المعدة، وهو مفروض على كلّ مسلم في جميع الأيام سواء شهر رمضان أو بعده، أي أن الصوم يأتي قبل رمضان وبعده، فالصيام لوحده لا يؤدّي الغرض المطلوب ولا يُكسبنا الأجر والثواب العظيم، فلا بد وأن يرتبط به الصوم، فمن السهل على الإنسان أن يمتنع عن تناول الطعام والشراب من الفجر حتى آذان المغرب، ولكن من الصعب عليه قول الحق وخاصة اذا كان لنفسه، فالصوم يخفف ضغط المحاكم ويقلل من المشاكل بين الناس، فصوموا صوماً وصياماً لتعم الفائدة، فالصيام مرتبط بالصوم وحُسن الخلق وقول الحق فإذا اجتمع الصوم والصيام معاً نال الإنسان الأجر والثواب العظيم، ورد لفظ الصوم في القرآن الكريم مرة واحدة، وهي في قوله تعالى: (فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا*فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا) [مريم: 26-27]، والمقصود بلفظ الصوم في الآية الكريمة أي الإمساك عن الكلام بقرينة، ويمكن القول في نهاية المطاف أنّ كلّ صوم في القرآن الكريم فهو الصيام المعروف إلّا الذي في سورة مريم يعني صمتاً.

المقالات المتعلقة بالفرق بين الصوم والصيام في القرآن