المودة والمحبة يظن العديد من الأشخاص أنّ المودة والمحبة هما كلمتان تحملان نفس المعنى، لكن بالحقيقةِ هما كلمتان تختلفان في المعنى بشكلٍ بسيطٍ، رغم ارتباطهما الدّائم مع بعضهما؛ فالمحبة هي صفةٌ نفسيّةٌ تنبع من القلب، والمودة هي صفة عمليّة تقع بعد وجود المحبة.
المودةُ لا تأتي إلا بعد المحبة، فالمحبة أثرٌ سلوكي وعملي يأتي بعد وجود عاطفة المحبة، فقد جاء في القرآن الكريم آية تبيّن العلاقة بين الزّوجين على أن تكون علاقةَ مودةٍ، فقال الله تعالى:(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) [الروم:21]، إذن فالمودة هي عبارةٌ عن سلوكٍ متبادلٍ بين الزّوجين والحبيبين، فيجب أن تسكن المودة والرّحمة قلب الزّوجين للشّعور بالاستقرار والطّمأنينة، وبناء أسرةٍ سعيدة.
أنواع الحب ذكر الحب في العديد من الآيات القرآنيّة، وتم تفسيره بالعديد من الطّرق والمعاني، فينقسم الحب إلى نوعين، وهما:
- الحب العقلي: وهو الحب الذي يأتي بعد تفكير بمنطق بعيدٍ عن التّفكير بالشّهوات، فقال الله تعالى: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) [يوسف:33]، فجاءت هذه الآية تتحدث عن رفض سيّدنا يوسف لدعوة امرأة العزيز، ففكر بشكلٍ منطقيٍ، وفضّل السّجن عن فعل الفاحشة واتباع الشّهوات.
- الحب الحسّي: فقال الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ) [البقرة:165]، ويقصد في هذه الآية الكريمة الحب الحسّي الذي يحبه الإنسان لله تعالى، فمن أحب غير الله تعالى فقد ظلم نفسه؛ كحب المال والشّهوات والنساء، فلكل حب مكانٌ في قلب كل شخص، ويجب أن تكون محبة الله تعالى من أعلى مراتب الحب.
علامات الحب والمودة للمودة والحب علامات كثيرة ومتنوعة ومنها ما يأتي:
- الشّعور بالسّعادة عند التّواجد مع الحبيب؛ وذلك بسبب ارتفاع هرمون الدّوبامين الذي يزيد من تدفق الدّم، وهو الهرمون المسؤول عن السّعادة، وزيادة نشاط الجسم بالطّاقة الإيجابية.
- التّركيز على اهتمامات الطّرف الآخر والتّفكير به بشكلٍ مطولٍ؛ بسبب إفراز هرمون النوربيفرين الذي يزيد من نشاط المخ بالتّفكير.
- رؤية إيجابيّة ومحاسن الحبيب وغض النظر عن سّلبياته وصّفاته السّيّئة؛ فرؤية الحبيب بشكلٍ مختلفٍ عن باقي الأشخاص سببه إفراز الجسم لهرمون الدّوبامين الذي يزيد من حالة التّفكير المنطقي، والتّركيز على الإيجابيات.
- تفضيل الحبيب عن أي شخص آخر، وحب الجلوس معه ومشاركته جميع الأسرار والأفكار المستقبلية، والسّعي دائماً لإرضائه بكل الطّرق والنّظر إليه مطولاً مع الابتسامة وإشعاره بالأمان.